البنك الأهلي ينافس ساويرس بصفقة "سي آى كابيتال"

احتدمت المنافسة على بنك الاستثمار "سي آى كابيتال"، بعد تلقى البنك التجاري الدولي، يوم الخميس الماضى، خطابًا من شركة "الأهلي كابيتال" التابعة للبنك الأهلي المصرى، بإبداء رغبته فقط في الاستحواذ على البنك الاستثمارى دون تقديم عرض غير ملزم للشراء.
وكانت شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة، التابعة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، قد تقدمت بعرض غير ملزم للبنك التجاري الدولي مصر؛ للاستحواذ على 100% من أسهم شركة "سى أى كابيتال" القابضة، في حدود مليار جنيه.
ووافق "التجاري الدولي"، في ديسمبر 2015، على عرض الاستحواذ المقدم من شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجي للاستحواذ على نسبة 100% من أسهم الذراع الاستثمارية للبنك "سي.آي. كابيتال" القابضة.
وأعلنت "أوراسكوم" عملية الفحص النافي للجهالة التي استمرت نحو شهرين منذ موافقة مجلس إدارة البنك التجارى الدولى المالك ل"سى أي كابيتال" على إجراء الفحص.
وقال البنك التجاري الدولي، إن شركة الأهلي كابيتال أبدت رغبتها في الاستحواذ على بنك الاستثمار "سي.آي كابيتال" فطالبها بتقديم عرض مالي غير ملزم.
وأضاف البنك أن تقديم الأهلي كابيتال عرضا ماليا غير ملزم والتوقيع على اتفاقية "سرية تبادل المعلومات" يُتيح للبنك عرض الأمر داخلياً للقرار بشأنه قبل السماح بإجراءات الفحص النافي للجهالة وفقاً للأعراف التي تحكم تلك الصفقات.
ورأى خبراء بسوق المال، أن عرض الأهلي كابيتال جاء بمثابة تعكير لآمال ساويرس في تحقيق أهدافه في قطاع الخدمات المالية بعد الاستحواذ على بلتون المالية نهاية العام الماضي، إذ قد يضطر لرفع سعر عرضه للفوز فى هذه الجولة.
وقال محمد رضا، الخبير الاقتصادى: إن المنافسة احتدمت على بنك الاستثمار سي آى كابيتال، حيث يسعى ساويرس من عملية الاستحواذ إلى تكوين بنك استثمار ضخم يضم أصول كل من بلتون مع سى آى كابيتال ومدعومًا بالسيولة الكبيرة في أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة ليغير بذلك ساويرس دفة شركته "أوراسكوم للاتصالات" من قطاع الاتصالات إلي قطاع الخدمات المالية والتي تعاني من مشاكل من تباطؤ في الإيرادات من قطاع الاتصالات، بالإضافة إلي مشاكل تحويل الأرباح فى كوريا الشمالية.
وتوقع انتعاش أسهم قطاع الخدمات المالية من حيث السيولة وفي حالة تنفيذها ستعيد تقييم أسهم هذا القطاع في ظل جاذبيته من حيث النمو والربحية مع عودة الاستقرار لسوق الخدمات المالية.
وأكد محسن عادل، نائب رئيس الجمعية المصرية للتمويل، أن نشاط الاستحواذ في السوق المصرية عودة قوية مع النصف الثاني من 2014، وشهد ازدهارا خلال العام الحالي 2015 خاصة فى قطاعات الأغذية والمواد الأساسية.
وأضاف أنه في عمليات الاستحواذ يرجع القرار الاستثماري النهائي إلي الإرادة الحرة للمتعاملين بناء علي ما يتوافر من بيانات و معلومات استثمارية، وبالتالى فإن مفاوضات ساويرس فى المراحل الأولية، وتتوقف النتائج على المفاوضات بين الأطراف الراغبة فى الاستحواذ.
وقال: إن اتجاه ساويرس تجاه قطاع الخدمات المالية يفتح الحديث مرة أخرى حول خطوة خلق كيانات جديدة في سوق المال لتكوين كيان قادر على المنافسة بقوة داخل السوق.
وأكد أن السوق المحلية تتسم بالعديد من الفرص الاستثمارية في قطاع الخدمات المالية والتي بمقدورها استقطاب اهتمام مؤسسات كبرى سواء محلية أو عالمية، ومن شأن الإعلان عن تلك الصفقة أن توجه أنظار المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال نحو التركيز على أسهم شركات هذا القطاع، أو المساهمة فى شركاته غير المقيدة والعاملة داخل السوق.
وأضاف أن عودة الثقة إلى قطاع الملكية الخاصة في مصر، تدعم التفاؤل بشأن الاستثمارات لقطاعات أكثر قدره علي النمو مثل الرعاية الصحية والتعليم والسلع الاستهلاكية، التى من المرجح أن تستفيد هذه القطاعات من خطط الإنفاق الحكومي والتغييرات التشريعية، وفقًا للأهرام.