أهالي أسيوط في حيرة من أمرهم, فما بين ارتفاع أسعار فواتير المياه وبين سوء حالة الخدمة والمعاناة في البحث عن كوب ماء نظيف, يجد الأهالي أنفسهم في أزمة يومية . وفقا للاهرام سببها ضعف المياه الشديد أو انقطاعها علي فترات متباعدة وعندما يجدونها فإن رائحتها الكريهة تغنيهم عنها مما جعلهم يعودون لجلب المياه علي طريقة أسلافهم وأجدادهم حيث خرجت النساء والأطفال والرجال علي حد سواء حسب ظروفه وإمكانياته فلم يعد غريبا أن تجد رجلا يستقل سيارته الخاصة ويضع في مقعدها الخلفي عدة جركان للمياه يقوم بجلبها من أصدقائه أو من المناطق الأخري التي تتوافر بها المياه. أما سكان المناطق العليا فلهم مشاكلهم الخاصة بالمياه نظرا لضعفها الشديد فلا يستطيعون استخدام سخانات المياه أو تشغيل غسالات الأوتوماتك مما جعلهم يقومون بتخزين كميات المياه ليلا لاستعمالها علي قدر الحاجة في النهار اما منطقة المعلمين فتعيش مأساة من نوع خاص وهي الرائحة الكريهة والنفاذة التي تتسرب فور فتح صنابير المياه ورغم كل هذه المشاكل التي تحيط بالمياه في أسيوط إلا أن فواتير المياه في ارتفاع مستمر. في البداية يقول حلمي حسانين حلمي من قرية المعصرة أن مشكلة المياه بالقرية معقدة ومركبة حيث أن المياه بالقرية ذات صفات غريبة سواء من حيث الشكل أو اللون أو الطعم ولذا لا يستطيع الأهالي استعمالها سوي لري ظمأ الماشية فقط لا غير. ويضيف جاد الكريم علي من ذات القرية أنه يضطر يوميا للذهاب إلي مدينة أسيوط التي تبعد عن القرية لمسافة تزيد علي25 كم لجلب المياه النظيفة إلي حد ما حتي يستطيعوا الطهي منها وكذلك الشراب وهو ما جعله يخصص وقتا من يومه لرحلة المعاناة. ويشير إكرامي أحمد قناوي أن المياه في مدينة المعلمين كارثة بكل المقاييس حيث أن المياه التي يشربها أهالي المعلمين غير صالحة للاستهلاك الآدمي نهائيا خاصة أن الجميع يعلم أن المياه ليس لها لون ولا طعم ورائحة ولكن في مدينة أسيوط المياه لها لون ولها طعم غريب ورائحة كريهة.