أعرب سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة أحمد قطان، عن أسفه الشديد لما وصفه بمهاجمة بعض الإعلاميين المصريين للمملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أنه قام باتصالات على أعلى مستويات السلطة المصرية وقيادتها للاعتراض على تجاوزات بعض الإعلاميين بحق المملكة، مؤكدًا أن الملف متابع شخصيا من الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأعرب قطان، خلال استضافته ببرنامج "يا هلا" على "روتانا خليجية" أمس الأربعاء، والذي ناقش تعاطي الإعلام المصري مع الحملة العسكرية "عاصفة الحزم"، عن ترحيبه بالانتقادات الهادفة، غير أنه شدد على رفض الحوار مع كل مَن يتجاوز بحق المملكة ورموزها. وأشار السفير إلى أنه في واقع الأمر لا يحب أن يتعامل مع الكتاب الذين يكنون كل كراهية للمملكة العربية السعودية. وأوضح السفير قطان، أنه أبلغ الرئاسة المصرية أن هناك غضباً رسمياً وشعبياً بالمملكة على تجاوزات بعض الإعلاميين في مصر، مبيناً أن الرد المصري كان التأكيد على أن هذه التجاوزات ترفضها القيادة المصرية. وأكد السفير السعودي أنه يتبادل الزيارة مع عديد من الصحفيين والإعلاميين في مصر الذين يوجهون انتقادات بناءة للمملكة. وقال السفير السعودي: إنه عاتب بشدة على الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل خلال لقاء تليفزيوني مع الإعلامية لميس الحديدي بعد الخطاب التاريخي لخادم الحرمين في 30 يونيو، الذي كان يحمل ولا يزال داخله عدم محبه أو ارتياح للملكة العربية السعودية. وطالب قطان في نهاية اللقاء من هيكل أن "ينزع ما يكنه اتجاه المملكة السعودية في صدره ويتركنا نسير في طريقنا". وشدد على أن العلاقات بين القاهرة والرياض في أزهى عصورها، ولن تفلح محاولات البعض التشويش أو التأثير عليها، لافتاً إلى أن إعلان الأمير مقرن بن عبد العزيز خلال المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ في فبراير الماضي عن برنامج دعم سعودي للاقتصاد المصري هو خير دليل على ذلك. وأوضح السفير السعودي أنه جاء إلي مصر في وقت شديد الصعوبة، لكنه تعامل مع المواقف التي واجهها في تلك الفترة بتوجيهات من وزير الخارجية بحكمة وصبر، حيث كان واجبي أن تكون المسافات بينه وبين كل الإعلاميين في مصر، مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل وعلى ألا يدخل مع أي شخص في مهاترات لا داعي لها تسيء إليه أو المملكة ونقل وجهة النظر بشكل طبيعي . وأضاف السفير أنه في بداية عمله كانت هناك اتهامات للممكلة السعودية بأنها تقف ضد الثورة المصرية وانحيازها للرئيس مبارك، وكان واجبي أن أتعرض بموضوعية للمواقف السعودية اتجاه مصر، موضحا أن المملكة السعودية لا تقف إطلاقا ضد الثورة أو تنحاز لنظام مبارك، حيث قدمت المملكة برنامجا لدعم الاقتصاد المصري ب4 مليار دولار.. فكيف يتفق هذا مع الأمر؟ ونوه السفير قطان إلى أنه ورغم الاعتداء على السفارة السعودية بالقاهرة بعد ثورة 25 يناير، إلا أن الدبلوماسيتين المصرية والسعودية نجحتا في تجاوز الأزمة، متعهداً بإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وتجاوز بعض الإساءات الحالية التي تتردد في بعض قنوات الإعلام غير الرسمي في مصر. وتشن خلال الفترة الحالية العديد من المؤسسات الصح فية والإعلامية هجومًا شرسًا على المملكة العربية السعودية وسياستها الجديدة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، خاصة في ظل فتور العلاقة بينهما بعد رحيل الملك عبد الله.