قال الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، إننا نواجه مالاً سياسيًا مشبوهًا لشراء الدولة المصرية، عبر شراء البرلمان، وهو أمر خطير للغاية، فصلاحيات مجلس النواب أكبر من الحكومة نفسها، وللأسف الدولة مصممة على نفس القانون. أضاف البدوى، فى بيان له مساء اليوم، أن 3 أحزاب، وقيادى بالحزب الوطنى خرج مؤخرًا من السجن، قاموا بشراء المرشحين، وأن هذا القيادى يجتمع مع النواب السابقين، ويقول لهم، إن عليهم الدفاع عن 60 سنة من التاريخ دفاعًا عن نظام ثورة 23 يوليو، وعليهم العودة مجددًا لخوض الانتخابات مستقلين، لتشكيل "لوبى" داخل البرلمان المقبل– حسبما ذكر البيان. تابع البدوى:"للأسف مصر تعيش مشهدًا سياسيًا مرتبكًا لم تشهده منذ بداية الحياة النيابية عام 1866، إذ أصبحنا نرى مزادًا علنيًا لشراء المرشحين، فقانون مباشرة الحقوق السياسية جرم شراء أصوات الناخبين، ولم يرد فى ذهن المشرع أنه سيأتى يوم يباع فيه المرشح ويشترى، فاليوم نجد الحزب الفلانى يعرض 500 ألف جنيه على المرشح، والحزب الفلانى يعرض 800 ألف، ويأتى المرشح للحزب، ويسأل، "هتدفع إنت كام؟، ولا أعرف كيف يتاجر مرشح بأصوات ناخبيه، نحن نعيش مأساة حقيقية". أكد البدوى، أن البرلمان المقبل سيكون أسوأ برلمان فى تاريخ مصر، بل أسوأ من برلمان 2011 فى حالة إجراء الانتخابات بالقانون الحالى، فأغلب المرشحين محسوبين على الحزب الوطنى، ممن لديهم خبرة كبيرة فى الانتخابات، ويمتلكون ماكينة انتخابات جاهزة لإيصال الأصوات للصناديق، ويمتلكون مجموعة عمل فى المجالس المحلية، وهو ما يفتقده المرشحون الآخرون، فنجد أحيانًا مرشحًا يمتلك شعبية جارفة ليس لديه هذه الآلية. واستطرد البدوى، قائلا:" وللعلم أنا لست ضد مرشحى الحزب الوطنى، وحزب الوفد لديه مرشحون انتموا لذلك الحزب، لكنهم فى الأساس من عائلات وفدية قديمة قبل 1952، وهم ممن اعتادوا أن يكون مقعد النواب فى العائلة لخدمة أبناء الدائرة، وانضموا للتنظيمات السياسية التى أنشئت بعد حل الوفد عام 1953، مثل هيئة التحرير والاتحاد الاشتراكى، وحزب مصر والحزب والوطنى، وحاليًا يسعى الوفد لاسترداد تلك العائلات ذات الجذور والعقيدة الوفدية". تابع رئيس الوفد، :"لكن أن يباع النائب ويشترى فهى ظاهرة تدعو للقلق، كيف سيكون رد فعل شباب ثورتى 25 يناير و 30 يونيو، عندما يرون الشخصيات والسياسات التى ثاروا عليها عادت مرة أخرى فى البرلمان، لتشرع وتراقب الحكومة بل وتشكلها؟، بالطبع سيؤدى ذلك إلى حالة فوضى عارمة، لن أقول ثورة، لكن ستحدث اضطرابات نحن فى غنى عنها، وقد يستثمرها أعداء الوطن فى الداخل والخارج لإحداث صدام بين الشباب والدولة، فى وقت يجب أن نفكر فى البناء والتنمية".