أكد جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى ان انتخابات مجلس الشعب القادمة تمثل منعطفا هاما فى مسيرة الحياة السياسية فى مصر حيث ستحدد نتائجها مستقبل العمل الوطنى خلال السنوات الخمس القادمة فى مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . وقال جمال مبارك ان انتخابات مجلس الشعب القادمة تعد أهم انتخابات عامة يواجهها الحزب حيث إنها تأتى بعد شوطا طويلا من التطوير فى التنظيم الحزبى والسياسات العامة التى وضعها الحزب مشيرا إلى ان الحزب يختلف اليوم عما كان عليه عام 2005 وكذلك الساحة السياسية فى مصر . وأضاف أمين السياسات ان الحزب يخوض هذه الانتخابات بكل جدية ويدرك انه سيواجه منافسة شرسة ولذلك سينافس الحزب بمرشحين على مستوى المسؤولية..مؤكدا ان الحزب نجح خلال السنوات الماضية فى تحقيق الكثير من الإنجازات وانه يسعى الى طرح رؤية للمستقبل . جاء ذلك خلال اجتماع المجلس الأعلى للسياسات برئاسة جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب وبحضور الأمين العام صفوت الشريف وأعضاء هيئة مكتب الأمانة العامة وقيادات الحزب وأعضاء المجلس الأعلى للسياسات ولجانه النوعية . وقال أن الحزب الوطنى بدأ الأعداد مبكرا لخوض هذه الانتخابات بشكل جدى ومنهجى حيث نفذت امانة السياسات خطة متكاملة لضمان أوسع مشاركة من قيادات وكوادر الحزب فى إعداد البرنامج الانتخابى للحزب . وأضاف جمال مبارك انه فى إطار هذا الاعداد تم عقد اجتماعات مكثفة خلال الشهور الماضية مع كافة لجان السياسات المتخصصة والأمانات النوعية والمجلس الأعلى للسياسات وأمانات المحافظات ..كما تم اعداد استبيانات واستطلاعات رأي للجمهور وتحليل نتائجها والتحاور مع مختلف المستويات الحزبية من اجل أجراء نقاش واسع يمكننا من إعداد برنامج انتخابى متكامل ومفصل يعكس بدقة أولويات وتطلعات المواطن المصرى خلال المرحلة المقبلة . وأشار أمين السياسات إلى أن أمانة السياسات تعكف حاليا على الانتهاء من إعداد البرنامج الأنتخابى فى صيغته النهائية قبل رفعه للمكتب السياسى وإعلانه خلال اجتماع الرئيس حسنى مبارك مع القيادات الحزبية فى العاشر من شهر نوفمبر الجارى . وقال جمال مبارك ان الحزب استعد أيضا للانتخابات على المستوى التنظيمى مبكرا لاختيار مرشحيه فى الانتخابات من خلال عقد المجمعات الانتخابية والانتخابات الداخلية على مستوى الوحدات الحزبية وإجراء استطلاعات رأى على مستوى الجمهورية لاختيار المرشح الأمثل للحزب فى الانتخابات القادمة . وأوضح الدكتور محمد كمال عضو هيئة مكتب أمانة السياسات ان جمال مبارك أشار الى ان الحزب بذل جهدا فى إعداد البرنامج بمشاركة الأمانات المركزية وأمانات المحافظات وان ذلك انعكس فى صياغة برنامج قومى وبرامج محلية على مستوى 222 دائرة حيث سيكون هناك برنامج محلى لكل دائرة بالإضافة الى 32 برنامج فى دوائر المرأة ستركز على ما تحقق فى هذه الدوائر مع تعهدات محلية على مستوى كل دائرة . وقال أمين السياسات ان البرنامج الانتخابى القومى يتضمن عدة محاور هامة يأتى فى مقدمتها زيادة فرص العمل باعتباره أولوية قصوى وتحسين مستوى الدخول والتعامل مع التضخم ومحاربة الفقر وتحسين الإتاحة والجودة فى التعليم بالإضافة الى توفير الرعاية الصحية لكافة المواطنين من خلال طرح برنامج التأمين الصحى الشامل وتطوير المرافق والخدمات العامة خاصة الصرف الصحى والمياه والتخطيط العمرانى فى القرى مع توسيع الديمقراطية والمشاركة الشعبية والتركيز على تطوير الإدارة المحلية وتعديل القانون الخاص بها فى الدورة البرلمانية المقبلة ..كما تتضمن محاور البرنامج مكافحة الفساد باعتبار انه يمثل جزء اساسى فى هذا المحور من خلال تطوير قانون الوظيفة العامة ووضع نظام جديد للتعامل مع اراضى الدولة . ويتضمن البرنامج الانتخابى قضايا السياسة الخارجية والحفاظ على الأمن القومى ..كما يتضمن البرنامج جزء عن الموازنة العامة للدولة يتضمن التكلفة لتنفيذ البرنامج الانتخابى ورؤية الحزب للموازنة خلال السنوات القادمة . ودعا أمين السياسات قيادات وأعضاء وكوادر الحزب الى المشاركة الايجابية فى استعدادات الحزب للانتخابات مشيرا الى ان اجتماع المجلس الأعلى للسياسات كان فرصة مواتية لتبادل الآراء قبل فتح باب الترشيح للانتخابات وبدء الحملة الانتخابية للحزب الوطنى لدعم مرشحيه فى الانتخابات وإطلاق البرنامج الأنتخابى . وأشار الدكتور محمد كمال إلى ان أمين السياسات أكد خلال الاجتماع على التواجد الإعلامى والإعلانى المكثف للحزب الوطنى مع بدء الحملة الانتخابية فى الموعد الذى تحدده اللجنة العليا للانتخابات مشيرا الى مشاركة كوادر الحزب فى هذا التواجد حيث سيقومون بطرح ما تحقق والرؤية التى يطرحها الحزب للمستقبل وستتواجد الكوادر الحزبية فى كافة الدوائر لمساندة مرشحى الحزب . وقد شهد الاجتماع مناقشات هامة وعديدة حول عدد من القضايا الهامة منها تنمية سيناء ومساندة الفلاح ودعم دور المرأة والتماسك الحزبى وتوحيد الصف لمساندة مرشحى الحزب . وقد أكد الحزب الوطنى فى وثيقة تم توزيعها خلال الاجتماع انه يتقدم لانتخابات مجلس الشعب القادمة ببرنامج طموح وشامل يتضمن تعهدات محددة على المستويين القومى والمحلى سيكون قاعدة الانطلاقة الجديدة للمستقبل .. من اجل حياة أفضل للمواطن ومستقبل واعد لأبنائه، مشيرا إلى ان البرنامج ينطلق فى اطار ما تبناه الحزب ولا يزال من رؤية استراتيجيه حاكمة لكيفية التعامل مع مختلف السياسات العامة وقضايا الإصلاح بجوانبها المتعددة ، حيث يتسق هذا المنهج مع موقف الحزب القائم على ان الإصلاح بمعزل عن فكر واضح المعالم يوجه خطاه لايمكن ان يؤتى ثماره . أوضح الحزب أن رؤيته الإستراتيجية الشاملة تتأسس على ضرورة إرساء دعائم الدولة المدنية الحديثة بما تعنيه من اعلاء مبدأ المواطنة وتعزيز استقلال القضاء وضمان مشاركة سياسية واسعة ترتكز لى دور قوى للأحزاب السياسية ومشاركة فعالة للمرأة كما ترتكز على تعميق الوسطية والاعتدال اللذان ميزا دائما فكر ومواقف المجتمع المصرى ودعم الحركة الإبداعية وتعزيز البنية الثقافية الداعمة للتنمية . كما سعى الحزب فى الجانب الأقتصادى لوضع أسس تحقيق انطلاقة كبرى تعتمد على اعادة صياغة دور الدولة لتنتقل من كونها طرفا منتجا ومصدرا للتشغيل لكى تلعب دور المنظم للنشاط الأقتصادى وتولى مراقبته واهتم الحزب فى هذا الإطار بالإصلاح المؤسسسى وآليات الاندماج فى الاقتصاد العالمى وتحرير التجارة دون ان يغفل ضرورة ايلاء أهمية خاصة لقطاعات بعينها كالزراعة او مناطق بذاتها كالصعيد . وأكد الحزب ان البعد الأجتماعى يمثل جوهر رؤيته حيث حرص خلال السنوات الخمس الماضية على تبنى سياسات توفر اكبر قدر من الرعاية للفئات الأكثر احتياجا وذلك فى اطار تمكين هذه الفئات اقتصاديا واجتماعيا ومساعدتهم على الخروج من دائرة الفقر باعتباره الهدف الأعلى ..كما مثل الأهتمام بالخدمات العامة لاسيما المتعلقة بالاستثمار فى البشر والمستقبل كالتعليم والصحة جزء اساسيا من منظور الحزب للجانب الأجتماعى ..كما كان الشق الخارجى حاضرا بقوة فى إطار رؤية الحزب الإستراتيجية ضمانا الاستمرار حماية امن مصر القومى ومصالحها وحدودها ولخدمة جهود التنمية وسياسات الأصلاح فى الداخل والتى باتت ترتبط بشكل وثيق بمردود علاقاتنا مع العالم الخارجى . وأشار الحزب إلى أن حياة المواطن المصرى اليوم قد تبدلت فى جوانب كثيرة منها للأفضل نتيجة لما تحقق على مدار السنوات الخمس الماضية وان الحزب اصبح يمتلك بفضل العمل الجاد والمتابعة الدؤبة طوال تلك السنوات سجلا بارزا وملموسا لما حققه وفاء بما التزم به أمام المواطن وذلك على مختلف مستويات الإصلاح الأقتصادى والسياسى والخدمات العامة ذات الصلة المباشرة بحياة المواطنين وكذلك الأبعاد الاجتماعية ومساندة الفئات الأولى بالرعاية ..مؤكدا استهدافه خلال المرحلة المقبلة وضع صورة واضحة للمستقبل الذى نبتغيه لوطننا مستندين الى رؤية واضحة وواقع تغير عبر السنوات الماضية ..يجعلنا نطمئن إلى ان ما هو قادم يظل أفضل .