تجري البورصة المصرية بعض الدراسات الفنية اللازمة للوقوف على افضل البدائل لإطلاق سوق للعقود وذلك بعد سلسلة من الاجتماعات المنعقدة الفترات الماضية مع عدد من البورصات العالمية للوصول إلى تحالف في هذا الصدد . وناقش مجلس إدارة البورصة فى جلسته المنعقدة امس برئاسة د.محمد عمران تقرير متابعة تنفيذ إستراتيجية البورصة المصرية (2013-2017) للتأكد من توافق المؤسسة وإلتزامها بتحقيق الأهداف المحددة مسبقاً، يأتى ذلك فى سياق خطة تطوير البورصة المصرية والذى يتضمن تغيير نظام العمل للتحول من الإدارة التقليدية إلى الإدارة بالأهداف. وأوضح تقرير البورصة أن معدلات التنفيذ لمهام الإستراتيجية تتوافق مع المخطط على غالبية المحاور، وذلك عبر المضي في إطلاق قواعد جديدة للقيد والإفصاح تتوافق مع أحدث المعايير الدولية وتضمن حماية أكبر لحقوق المساهمين، كما جرى العمل على تحقيق مزيداً من ذاتية التنظيم للبورصة المصرية على غرار التجارب الدولية فى هذا الشأن والذى يعطى للبورصة صلاحيات أكبر فى إدارة وتنظيم عملية التداول. كما تضمن هذا المحور اقتراب إدارة البورصة من إعداد أول آلية لفض المنازعات المتعلقة بسوق المال التى تساهم فى إتاحة الفرصة لحل المنازعات بين المتعاملين فى سوق المال دون اللجوء إلى القضاء، وقد تم طرح المقترح للحوار المجتمعى وجارى مناقشته مع الجهات ذات الصلة. وعلى محور تطوير الأسواق فقد حصل أول بنك استثمار مصرى على رخصة إصدار أول صندوق للمؤشرات ETFs وجارى إنهاء نشرة الاكتتاب للصندوق. كما تم إدخال آليات جديدة بهدف تحسين وتطوير بيئة التداول مثل آلية الصفقات ذات الحجم الكبير Block Deals، وإعادة العمل بآلية الجلسة الاستكشافية كما تم زيادة عدد ساعات التداول لتصبح أربع ساعات ونصف لاستيعاب الزيادة فى أحجام التداول، بالإضافة إلى توحيد الحدود السعرية لكل الأسهم المقيدة فى السوق الرئيسى إلى 10%. وشهد سوق خارج المقصورة تطوراُ ملموساً لوضع سوق خارج المقصورة فقد تمكنت البورصة من إنهاء خطة ميكنة السوق لتتم التعاملات في سوق الصفقات بصورة آلية للمرة الأولى منذ إنشائه، كما تم العمل على إنهاء أكثر من ألف صفقة كانت معلقة منذ عدة سنوات وبحيث لم يتبقى إلا أقل من 10% من التعاملات وجارى إنهائها. كما تم التركيز على تطوير مستوى الإتاحة المعلوماتية للمستثمرين حيث التزمت البورصة بنشر تقارير الإفصاح الدورية على موقع البورصة الإلكترونى، كما تم البدء فى نشر تقارير أداء السوق الشهرية والأسبوعية واليومية على الموقع مجاناً لكافة المستثمرين. وخلال استراتيجية البورصة بادرت البورصة بالاتجاه إلى الشركات الواعدة ودعوتها للاستفادة من حجم التمويل المتاح فى السوق وعدم انتظارهم للتقدم للقيد، حيث تلتزم البورصة بعقد إجتماعات مع عدد من الشركات بصورة شهرية لتعريفهم بأهمية القيد. كما بدأت البورصة فى التوجه لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى السوق المصرى عن طريق لقاءات مكثفة مع المؤسسات المالية الكبرى لاستعراض التطورات الإيجابية فى الشأن الاقتصادى والسياسى. وعلى الجانب الأخر فقد أوضح التقرير وجود بعض المحاور التى تحتاج إلى المزيد من الوقت وتوافر الظروف السياسية والاقتصادية المناسبة لتحقيق الأهداف المخططة. وفى هذا السياق قال د.محمد عمران رئيس البورصة المصرية انه على الرغم من التحديات الصعبة التى تواجه مناخ الاستثمار فى مصر، إلا أن البورصة مازالت تغرد خارج السرب بأداء قياسى مسجلاً ارتفاع قدره 43% منذ بداية العام، و108% منذ يونيو 2013 لتحتل المرتبة الأولى مقارنة بكافة الأسواق المتقدمة والثانية مقارنة بالأسواق الناشئة، كما أن أحجام السيولة فى ارتفاع متزايد وتوقعاتنا أن تزداد أحجام السيولة مع تحقيق مزيداً من الاستقرار. وأضاف عمران أن هناك تحسن على صعيد التداول خلال الفترات الماضية وبدون أى توقف بالرغم من التحديات التى واجهناها كان له أثر إيجابى على بعث الثقة فى المستثمرين تجاه حرية التداول فى السوق المصرى". وأكد عمران عن وجود خطوات عملية لإعادة الاستثمارات الأجنبية إلى السوق المصرى موضحاً "نحن نتحدث الأن مع مستثمرين من كل العالم وندعوهم للاستثمار فى الاقتصاد المصرى والبورصة المصرية، ولمسنا منهم اهتمام واضح بالعودة للسوق المصرى وخاصة فى ظل بوادر الاستقرار التى ظهرت فى الشهور الأخيرة".