ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء، متعافية من انخفاض حاد في الجلسة السابقة بعد إلغاء محادثات بين منتجي أوبك+، مما رفع احتمالات أن يتحول كبار مصدري الخام في العالم إلى رفع الإنتاج لاقتناص حصص سوقية. وارتفعت أسعار النفط الخاصة بخام برنت 74 سنتا بما يعادل 1% إلى 75.27 دولار للبرميل، وذلك بعد أن خسر أكثر من 3% أمس الثلاثاء. وارتفع الخام الأمريكي 88 سنتا أو 1.2% إلى 74.25 دولار للبرميل بعد أن تراجع بأكثر من 2% في الجلسة السابقة. وأنهى وزراء الطاقة في أوبك+، وهي مجموعة تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" إلى جانب روسيا ودول أخرى منتجة للخام، محادثات بشأن سياسة الإمداد يوم الاثنين. وأثار الإخفاق في المحادثات مخاوف من انهيار الاتفاقات الخاصة بتقييد الإنتاج لمنع الأسعار من الانخفاض، مما يؤدي إلى انهمار الإمدادات بالسوق. وصوتت أوبك على زيادة الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميا من أغسطس إلى ديسمبر وتمديد التخفيضات المتبقية في الإنتاج حتى نهاية العام المقبل، لكن المعارضة الإماراتية عرقلت الاتفاق. وفشل الاجتماع الوزاري لتحالف "أوبك بلس" في الاتفاق على سياسة الإنتاج الجديدة بدءًا من أغسطس، إذ لم يتم تحديد موعد جديد للاجتماع، وذلك بعدما أفادت التقارير قبل الإلغاء بأن "أوبك+" تخطط لزيادة الإنتاج 400 ألف برميل يوميًا بداية من الشهر المقبل وحتى نهاية العام الجاري. وقال "وارن باترسون" رئيس استراتيجية السلع لدى "إي إن جي جروب" إن إبقاء "أوبك+" على مستويات الإنتاج دون تغيير في أغسطس هو عامل صعودي للأسعار من الناحية النظرية، لكنه يرى احتمالات ضئيلة لإبقاء الدول الأعضاء مستويات الإنتاج دون تغيير. وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض "جين بساكي" إن الإدارة الأمريكية أجرت مناقشات مع مسؤولين في المملكة العربية السعودية والإمارات بشأن سوق النفط، بعد فشل الاجتماع الأخير في التوصل لاتفاق حيال سياسة الإمدادات. وفي نفس السياق قال البيت الأبيض إن الولاياتالمتحدة تراقب عن كثب المحادثات بين منظمة "أوبك" وشركائها بشأن سياسة إنتاج النفط، بعد فشل المنتجين في التوصل لاتفاق. وأوضحت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض "جين بساكي"، أن مسؤولي الإدارة الأمريكية أجروا محادثات عالية المستوى مع مسؤولين في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية وشركاء آخرين على صلة بالأمر. وأضافت: "لقد شجعتنا المحادثات الجارية بين أعضاء أوبك للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يعزز الوصول إلى الطاقة بأسعار معقولة". وأوضحت "بساكي" أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" يريد أن يحصل الأمريكيون على طاقة موثوقة بسعر معقول، ما يدفع الإدارة الأمريكية لمراقبة أسعار البنزين والتواصل بشكل مباشر مع "أوبك" للسماح للزيادات المقترحة في الإنتاج بالمضي قدمًا.
