نالت العاصمة الأردنية حظوة باستضافتها منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي يعقد للمرة الأولى على مستوى الشرق والأوسط وشمال أفريقيا. حمل المنتدى شعار «تحديات الأمس... فرص الغد»، وساده نقاش في ضرورة استثمار العرب بكثافة في التكنولوجيا الرقمية بأشكالها كافة، إذا أرادوا أن يبقوا على اتصال مع ركب التقدّم عالمياً (وفقا لما ذكرتة صحيفة الحياة اللندنية) . وفي سياق المنتدى، أجري التشديد على أهمية زيادة المحتوى العربي على الإنترنت. كما عرض المنتدى بعض حالات النجاح في المعلوماتية عربياً، مثل موقع «مكتوب» الذي دخل الى العالمية، بعد أن استحوذ عليه موقع «ياهوو» الأميركي الشهير. ويقدر الخبراء أن تكنولوجيا المعلومات تساهم بقرابة 14 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي أردنياً، وتقدر قيمتها بنحو 2,2 بليون دولار. وإضافة الى توقيع اتفاقيات بين الحكومة الأردنية وكبرى شركات صناعة ال «هاي تيك»، شكّل المنتدى منصة دولية مختصة للاحتفاء بإطلاق موقع الملك عبدالله.الأردن، الذي يعتبر أول استخدام لنطاق «الأردن» باللغة العربية. رافقت ضجة إعلامية كبيرة مسار «منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا»، الذي اختتم أعماله في عمان أخيراً. والمعلوم ان المعلوماتية باتت تشكل 14 في المئة من الناتج المحلي في الأردن، ما يساوي 2.2 بليون دولار سنوياً. احتل النقاش في المحتوى العربي الرقمي على الانترنت، الذي يعاني ضآلة فاضحة، مساحة واسعة من اهتمام المنتدى. وأكّد خبراء كُثُر أن زيادة هذا المحتوى ونشره على الانترنت، عنصر أساس في انتشار الإنترنت وتقنياتها، مثل «حوسبة السحاب» Cloud Computing، في الدول العربية. وأشار حسام السكّري رئيس قنوات «ياهوو» في الشرق الأوسط، الى تحسّن وضع المحتوى الرقمي العربي، متحدثاً عن ضرورة تشجيع مبادرات رقمنة المؤلفات الثقافية والتراثية والتعليمية، داعياً إلى مشاركة الطلاب في هذه العملية، مثل إدخال مؤلفات وكتب إلى الشبكة العنكبوتية. وتوقّع السكّري أن يؤدي استخدام الكلمات العربية في كتاب أسماء النطاق Domain Name على الانترنت، إلى ارتفاع مستخدمي هذه الشبكة عربياً، لأنه يكسر الصورة الشائعة بأن الإنترنت حكر على من يتقن اللغة الأجنبية. وأشار آخرون الى أن نقص المعلومات والموارد، يحول دون نمو المحتوى الرقمي عربياً، مُشيدين بفكرة منظومة المحفظات الاعلامية في دولة الامارات العربيه، التي تقدم قروضاً للمساعدة على تعزيز هذا المحتوى. التعليم الالكتروني في سياق متصل، أكد المشرف العام على تقنية المعلومات في السعودية الدكتور جار الله بن صالح الغامدي، أن التعليم الإلكتروني بات خياراً حتمياً في الدول العربية. وشدّد على ضرورة تطوير المُعلّم أولاً وتأهيله، كي يترك النموذج التقليدي في التعليم، وينتقل الى مرحلة التعليم الرقمي. وشدّد الغامدي على الدور الحاسم الذي تؤديه البنية التحتية الإلكترونية في مرحلة الانتقال الى التعليم الرقمي. وأوضح أحد المشاركين في المنتدى أن الأردن أنفق قرابة 800 مليون دولار، في السنوات الخمس الماضية، لتطوير التعليم. وذكّر سيد حشيش مدير عام منطقة شمال أفريقيا وشرق المتوسط وباكستان في شركة مايكروسوفت الأميركية العملاقة، بأن شركته كانت أولى عمالقة المعلوماتية العالمية حضوراً في الأردن. وأشار مسؤولون آخرون في هذه الشركة الى سعيها لرفع حجم مساهمتها في تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات محلياً، واصفين الأردن بأنه بوابة مايكروسوفت إلى منطقة الشرق الأوسط. في سياق المنتدى عينه، أطلقت وزارتا الصحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتعاون مع شركة «سيسكو سيستمز» الأميركية، مبادرة الصحة الأردنية، التي تهدف إلى تحسين الخدمات الصحية عِبر الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات في نظام الرعاية الصحية في الأردن. وأوضحت «سيسكو» أنها تركز على تقديم أفضل النُظُم الرقمية للرعاية الصحية في القرن 21.