تشهد الفترة الحالية منافسة غير مسبوقة بين الدول في ظل نقص الإمدادات الطبية حول العالم، للتصدي لفيروس كورونا. ويرجع سبب ارتفاع المنافسة إلى إعلان منظمة الصحة العالمية مساء الجمعة أنها فتحت الأبواب لارتداء الكمامات من قبل جميع الأشخاص، بعد أن كان الأمر مقتصراً على المصابين بسعال أو حمى أو يعانون من مشاكل تنفسية. فرنسا تطلب ملياري كمامة من الصين وفي سباق الكمامات، أعلنت فرنسا السبت أنها تقدمت بطلبيات لدى مصنعين صينيين على كمية من الكمامات تصل إلى حوالي ملياري كمامة، ضمن جهودها المتواصلة للتزود بمعدات حماية في وجه الوباء، بحسب ما أوضح وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران. وقال فيران في مقابلة أجرتها معه نشرة “بروت” الإلكترونية “بالنسبة للكمامات التي طلبناها في الصين، صرنا قريبين من مليارين، ونواصل تقديم الطلبيات”. كما أوضح أن “طلبيات الكمامات التي قدمناها أكبر بكثير مما نتلقاه”، مشيرا إلى أن هذه المعدات تشهد “منافسة عالمية” للحصول عليها. وكان فيران أكد الأربعاء أن فرنسا طلبت “أكثر من مليار ونصف كمامة”، خلال جلسة استماع عبر الفيديو أمام بعثة التقصي الجديدة التابعة للجمعية الوطنية الفرنسية حول إدارة الحكومة للأزمة الصحية الحالية. وسئل الوزير من جهة أخرى عن التغيير الذي طرأ على توصيات السلطات الصحية التي باتت تدعو المواطنين إلى وضع “كمامات بديلة” من القماش، فيما تبقى الكمامات الطبية مخصصة للذين يحتاجون إليها أكثر من سواهم، أي الطواقم الطبية والمرضى، فأوضح بهذا الصدد أن الفيروس المستجد سيؤدي إلى تغيير “السلوك الصحي” في فرنسا ودول أخرى لم يكن وضع الكمامات شائعا فيها، خلافا لبعض الدول الآسيوية. إلى ذلك، قال “ينبغي أن نكون قادرين على إنتاج كمامات للأشخاص غير العاملين في المجال الصحي، الأشخاص في الخط الثاني من المواجهة الذين سيتواصلون مع العموم، بل أكثر من ذلك، ينبغي أن يكون بوسعنا أن نقترح غدا على الجميع وضع حماية”، مضيفا “إننا نبحث ذلك مع المجلس العلمي وخبراء علم الفيروسات والوكالات الصحية، نطلب منهم مراجعة النظرية”. وقال إن التعليمات والمفاهيم “في تطور متواصل”. يأتي هذا بعد أن أعلن الرئيس الأميركي بدوره مساء الجمعة أن من المستحسن وضع الكمامات من قبل كل من يخرج من منزله للضرورة في الولاياتالمتحدة. أمريكا تواجه اتهامات بالقرصنة واتُهمت الولاياتالمتحدة "بالقرصنة الحديثة" بعد تحويل مسار شحنة من الأقنعة الموجهة للشرطة الألمانية ، وشرائها لوازم طبية بأسعار أعلى لقطع الطريق على دول أخرى في السوق العالمية للحصول على معدات الحماية من فيروسات التاجية، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية. تم تحويل مسار حوالي 200،000 قناع N95 إلى الولاياتالمتحدة أثناء نقلها بين الطائرات في تايلاند ، وفقًا لسلطات برلين التي قالت إنها أمرت بالأقنعة لقوة الشرطة. ووصف أندرياس جيزيل ، وزير داخلية ولاية برلين ، التحويل بأنه "عمل من أعمال القرصنة الحديثة" وناشد الحكومة الألمانية مطالبة واشنطن بالامتثال لقواعد التجارة الدولية قائلا : "هذه ليست طريقة للتعامل مع شركاء عبر الأطلسي". "حتى في أوقات الأزمات العالمية ، يجب ألا تكون هناك طرق الغرب المتوحش". وقالت التقارير الألمانية ، إن الأقنعة صنعت من قبل منتجًا صينيًا لشركة 3M الأمريكية ، لكن الشركة أصدرت بيانًا ليلة الجمعة قالت فيه: "ليس لدى 3M أي دليل يشير إلى أنه تم الاستيلاء على منتجات 3M. لا يوجد لدى 3M سجل لأية أجهزة تنفس من الصين لشرطة برلين. لا يمكننا التكهن بمصدر هذا التقرير ". وبحسب التقاري الألمانية ، أن هناك مجموعة من الشكاوى حول ممارسة إدارة ترامب ، حيث تمارس الولاياتالمتحدة نفوذها في السوق للحصول على إمدادات طبية شحيحة ، مع تنافس الدول ضد بعضها للحصول على اللوازم الطبية. منظمة الصحة تفتح الباب يذكر أن منظمة الصحة العالمية “شرعت مساء أمس أبواب الكمامات التي كانت مغلقة إلى حد ليس ببعيد ومقتصرة على من يعاني من أمراض أو سعال وما شابه. إذ أوضحت المنظمة أنها لا تزال تعتقد أن استخدام الكمامات الطبية لابد أن يقتصر بشكل أساسي على العاملين في القطاع الطبي، لكنها فتحت الباب لاستخدام الكمامات محلية الصنع أو أي غطاء للفم على نطاق أوسع كوسيلة للحد من انتشار كورونا.