قالت الإعلامية دينا عبد الفتاح، رئيس تحرير مجلة أموال الغد أن الاقتصاد المصري يمر بحالة من التمرد على النظام الحالي ويصرخ في وجهه مطالباً بتغيير الأوضاع السياسية المتردية ،مشيرة إلي أن التمرد ظهر جالياً في التراجعات الحادة للبورصة المصرية والتي فقدت 45 مليار جنيه خلال أسبوعين. وأشارت عبد الفتاح خلال برنامج "صباحك يا مصر " بقناة دريم الذي تقدمه الإعلامية جيهان منصور، إلى أن البورصة هي المرآة التي تعكس الوضع الحالي للاقتصاد حيث فقد رأس المال السوقى للبورصة المصرية نحو 44.87 مليار جنيه خلال 10 جلسات منذ بداية الشهر الجارى لم يرتفع فيها السوق سوى في جلستين فقط، لتعكس بذلك حالة التخوف التى يعيشها المستثمرون ترقبا لتظاهرات 30 يونيو التى أشعلتها حركة تمرد المناهضة للنظام. وتساءلت عبد الفتاح عن المسئول فى احداث مثل هذه التراجعات "هل الأهل والعشيرة في إشارة إلي جماعة الإخوان المسلمين وتخوفهم من اقتراب 30 يونيو الذى دفعهم إلي عمليات بيع كبيرة لأسهمهم بالبورصة ام ان هناك اسبابا اخرى. وأضافت ان آثار التمرد ستتفاقم خلال الفترة القادمة لافتة إلي مردودها السيئ علي البورصة في ظل اتجاه مؤسسة مورجان استانلي لشطب مصر من مؤشر الأسواق الناشئة في حين تتوقع أن تبوء مباحثات محمد عمران رئيس البورصة المصرية، مع مورجان ستانلي بالفشل في محاولة لإقناعهم بأن تخارج المستثمر الأجنبي آمن من السوق المصري. واشارت الى ان السوق حاليا تسيطر عليها التوترات السياسية القائمة والتى ساعدت فى وجود مخاوف بشأن وضع سوق الصرف الأجنبي داخل مصر ،كما فرضت صعوبات على الشركات والمؤسسات الأجنبية الى جانب اخفاء حقيقة الوضع داخل البورصة المصرية وسوق المال والجهاز المصرفي مشيرة الى ان العديد من المحللون يرجعون اتجاه مؤسسة مورجان ستانلى لشطب مصر من مؤشر الاسواق الناشئة شكاوي من المستثمرين الأجانب لعدم وجود كميات كافية من النقد الأجنبي لاجراء تحويلاتهم من السوق المصرية نظرا لانخفاض الاحتياطي الاجنبي وهذا يخالف الآلية التي اعتمدها البنك المركزي في2004 بإنشاء صندوق يضمن للاجانب تحويلاتهم من النقد الأجنبي. واكدت ضرورة ان يقوم البنك المركزي المصري باصدار توضيح بالنسبة للمؤسسات المالية الأجنبية بشأن التطورات الخاصة لسوق الصرف وآلياته والضمانات التي تقدمها الحكومة المصرية لتشجيع عملية دخول وتخارج المستثمرين الأجانب. واشارت عبد الفتاح الى انه من المقرر ان تجتمع لجنة السياسات النقدية يوم الخميس المقبل فى لقائها الدوري لبحث أسعار عائد الإيداع والإقراض وسعري الائتمان والخصم مرجحة احتمالية لجوء لجنة السياسات النقدية برئاسة رامز, إلى رفع أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض بالقطاع المصرفى, في ظل أحداث 30 يونيو مع وجود احتمالات كبيرة لحدوث اضطرابات، الامر الذي من شأنه أن يشجع المودعين على ترك أموالهم فى البنوك وعدم اللجوء إلى سحبها خوفاً من توتر الأحداث. كما توقع البعض أن يأتي رفع أسعار الفائدة لتشجيع المواطنين على تحويل ما يمتلكونه من العملة الخضراء إلى عملة محلية، مما سيسهم في دعم الجنية امام العملات الاجنبية هذا بالاضافة الي ارتفاع معدلات التضخم التى سجلت 8.04% بنهاية مايو الماضى، بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية. وأوضحت رئيس تحرير أموال الغد ، أن حالة التمرد التي طالت الاقتصاد تؤخر فرص مصر في الحصول علي قرض الصندوق علي المدي القريب مدفوعا ذلك بحالة الاضطرابات المتوقعة في 30 يونيو القادمة. وحول اتجاه وزارة التموين إلي تخفيض أسعار السلع التموينية بنسبة 15% في المجمعات الاستهلاكية ، أشارت إلي أنها حملة دعاية لزيادة رصيد جماعة الاخوان في الشارع المصري ، في حين أن العملية مبهمة بالكامل حيث أن السلع مدعومة من الأساس كما أنه غير معلوم من سيتحمل التكاليف. تعجبت عبد الفتاح من حشد جماعة الأخوان في مؤتمر "نصرة سوريا" امس مؤكداً أنه استعراض للقوة ومجرد "شو" وترهيب لكل من تسول له نفسه أن يفكر في الانقلاب علي شرعية الرئيس، كما سخرت من هتاف الجموع "الشعب يريد تطهير الإعلام" مؤكدا أن التطهير المنشود لا يطال إلا 20 إعلامياً والباقي "يطبلوا" للنظام علي حد وصفها.