استقبلت منشآت الجمرات فى مشعر منى حجاج بيت الله الحرام منذ الصباح الباكر اليوم العاشر من ذى الحجة (يوم النحر)، لرمى جمرة العقبة الكبرى، وعلى مدى ثلاثة أيام التشريق، (11، و12، و13 ذى الحجة)، ويجوز للمتعجل أن يكتفى بيومين فقط، عملا بقول الحق تبارك وتعالى "فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه". وتحركت قوافل ضيوف الرحمن فى وقت مبكر من صباح اليوم، من مزدلفة (المشعر الحرام) فى اتجاه منى بعد أن باتوا ليلتهم فى مزدلفة وقاموا بجمع الحصى التى تكفى ثلاثة أو أربعة أيام لرمى الجمرات عنهم، وعن من يوكلونهم من النساء أو الضعفاء، وفى يوم النحر (10 ذى الحجة) يجوز للحاج التحلل من لبس الإحرام، بعد أن ينجز اثنين من ثلاثة أعمال، وهى: "طواف الإفاضة حول الكعبة المشرفة"، و"رمى جمرة العقبة الكبرى" و"القص أو الحلق". وقد أجاز العلماء السعوديون الرمى طوال يوم النحر، وأيام التشريق مما خفف الضغط على الجمرات وخاصة العقبة الكبرى التى كانت تشهد حوادث عديدة بسبب تدفق الحجاج جميعا وفى وقت واحد تقريبا من مزدلفة لرمى جمرة العقبة الكبرى قبل الزوال، وفقا لفتوى سابقة، وأجاز العلماء أيضا الجمع بين طواف الإفاضة وطواف الوداع، ولذا فإن بعض الحجاج يتجه إلى مكة لطواف الإفاضة والبعض الأخر يبقى فى منى ويؤجل طواف الإفاضة، ويجمعه مع طواف الوداع فى طواف واحد. وبعد التحلل من الإحرام يلتزم الحاج - خلال مكوثه فى منى سواء كان متعجلا (يقضى يومين من أيام التشريق 11 و12 ذى الحجة)، أو متاخرا (يقضى ثلاثة أيام 11و12و13) - برمى الجمرات الثلاث يوميا (الكبرى والوسطى والصغرى) كل واحدة منهم ب7 حصيات عن نفسه، ومثلهم عن من يوكله، ولابد من التركيز وذكر الله أكبر مع كل رمية فهذه عبادة، وليست نوع من التسلية، أو الهرج كما يفعل البعض. ويحتاج الحاج المتعجل إلى 49 حصاة، حيث يرمى فى يوم النحر جمرة العقبة الكبرى ب7 حصيات وفى اليوم الأول للتشريق يرمى العقبة الكبرى والعقبة الوسطى والعقبة الصغرى كل واحدة منهم ب7 حصيات، وكذلك فى اليوم الثانى فيصبح الإجمالى 7 21 21 = 49، أما المتأخر وهو الذى يقضى أيام التشريق الثلاثة بمنى، فإنه يحتاج إلى 21 حصاة إضافية ليصبح الإجمالى 70 حصاة.