أصدر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية أول موسوعة علمية حول خطورة التكفير والفتوى بدون علم. وأوضح بيان لوزارة الأوقاف، أن الموسوعة خلاصة أبحاث مؤتمره الثالث والعشرين الذي عقد بالقاهرة في نهاية مارس 2013م، وستكون متاحة للجمهور بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومكتبات التوزيع التابعة له بعد عطلة عيد الأضحى بدءا من يوم الأربعاء 15 أكتوبر المقبل. وقال وزير الاوقاف الدكتور محمد مختار جمعة فى تقديمه للموسوعة نبعث إلى كل محبي السلام في العالم بهذه الرسالة الرافضة لكل ألوان التشدد والتطرف، ونقدم رسالة السماحة والوسطية التي يحمل لواءها بقوة أزهرنا الشريف، وتنطلق من حضارتنا المصرية الضاربة بسماحتها في أعماق التاريخ . وأضاف الوزير لقد عانينا كما عانى غيرنا في دول المنطقة وفي الكثير من دول العالم أشد المعاناة من موجات التشدد باسم الدين، واقتحام غير المتخصصين لساحات الدعوة والفتوى، وتوظيف الدين لأغراض سياسية، مما جعلنا نقرر وبقوة النأي بالدعوة والفتوى معا عن أي توظيف سياسي أو صراعات حزبية أو مذهبية، قد تتاجر باسم الدين أو تستغل عاطفة التدين لتحقيق مصالح خاصة حتى لو كان ذلك على حساب أمننا القومي . وأكد الوزير أن أي موجات للتشدد أو العنف أو الإرهاب أو الإسراع في التكفير إنما تنعكس سلبا على قضايا الوطن وأمنه واستقراره ومصالحه العليا من جهة ، وعلى علاقاته الدولية من جهة أخرى ، حيث يصبح الخوف من انتقال عدوى التشدد هاجسا كبيرا لدى الأوطان والدول الآمنة المستقرة ، في وقت صار العالم فيه قرية واحدة ما يحدث في شماله يؤثر في جنوبه ، وما يكون في شرقه تجد صداه في غربه، بل إن تأثير الجهات الأربع يتداخل ويتوازى ويتقاطع بشدة في ظل معطيات التواصل العصري عبر شبكات التواصل المتعددة التي لم يعد بوسع أحد تفادي أصدائها وتأثيراتها . وأكد أن روح التسامح والوعي بمقتضيات فقه التعايش من خلال المشتركات الإنسانية والتواصل الحضاري في ضوء الاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب من جهة ، وبين الطوائف المتعددة في المجتمع الواحد من جهة أخرى ، إنما تنعكس إيجابا على المصالح العليا للوطن من حيث الأمن والاستقرار ، والتقدم والرخاء ، بما يؤدي إلى مستقبل أفضل، والرقي إلى مصاف الأمم المتقدمة . وحذر وزير الأوقاف من أن اقتحام غير المتخصصين لعالم الدعوة ، وتصدرهم بغير حق لمجال الفتوى أدى إلى كثير من الضلال والإضلال والانحراف.