صاحب الفضيلة الشيخ سعد الفقى يكتب عن : الصديق

ليس كل من عرفت يمكن أن يكون صديقاً وفياً.. فالصديق هو من يعيش آلامك وأمالك.. هو من تدوم مودته.. يصدقك في غيابك وفي حضورك.. وهو الحائط الذي يدافع عنك في كل محفل.. بل هو من يضحي ويقدم ما يملك وزيادة عندما تفتقد السند والمعين.. هو من يقف خلفك ومن وراءك.. هو من يصدقك عندما يكذبك الناس.. وهو من يقف وحيداً فريدا في الميدان إذا تكالبت فوق رأسك النوائب وعندما ينصرف عنك الناس.. هو من يعطيك عندما تتعرض للحرمان الصداقة قيمة وقامة لا يعرف حدودها إلا أبناء الأصول من تربوا في كنف العز والرخاء من ترسخ لديهم أن القناعة كنز لا يفني.. وأن الرضا بما قسم الله زاد لمن أراد الغني والعلو والرفعة.. الأصدقاء كثيرون ولكن من منهم يكون صورة حقيقية لك بلا رتوش.. تري في وجهه ما يؤلمك وتري فيه أيضاً ما يدخل الفرح والسرور إلي قلبك.. من منهم الذي يرسم لك طريق الاستقامة ويزيل العقبات من طريقك من منهم من يطهر الأرض من الأشواك حتي لا تصيبك.. من منهم الناصح الأمين لك دون جرح لمشاعرك.. من منهم الباحث عن سعادتك وإن كان فيها ألم له.. من منهم الذي يشد من عضدك.. وأزرك من منهم الذي يتأخر لتتقدم أنت خطوة إلي الأمام.. أنا شخصياً أعرف هذا وذاك وأنت كذلك بالتأكيد تعرف الغث من السمين.. الصديق عملة نادرة أندثرت للأسف في زماننا فإذا وجدته.. لا تفرط فيه فمعدنه لن يتكرر ولن تجده مرة أخري.. ومن مقوماته "لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي".
علاج لكل ما يعترينا.. ليتنا نتمسك بهذه النصيحة الغالية "وما ينطق عن الهوي" صلي الله عليك سيدي يا رسول الله.
رصدت الداء ووصفت الدواء.. وكان من ثمار الصداقة الطاهرة "لا تحزن إن الله معنا" ومن كان الله معه لا يضل ولا يشقي.
لن تتحقق الصداقة إلا إذا تكسرت الأرقام وصار الاثنين واحداً.
* كاتب المقال