أكد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي أن الأمة هي مصدر السلطات ولا سلطة تعلو عليها، وأن سلطة الشعب هي التي تقرر وتعزل وتعين ولا سلطة أخرى تقوم بذلك. وقال في كلمة وجهها امس إلى الامة من ميدان التحرير إن الشعب هو مصدر السلطة الشرعية التي تعلو على الجميع.. ولا مكان لأحد ولا لمؤسسة ولا لهيئة ولا لجهة فوق هذه الارادة،مشددا على أن الأمة هي مصدر السلطات جميعها وهي التي تحكم وتقرر وهي التي تعقد وتعزل. واكد مرسي أنه لن يتهاون ابدا في اي صلاحية من صلاحيات رئيس الجمهورية،لافتا إلى أن ذلك لا يقلل من قيمة القانون اوالقضاء قائلا :'ان صلاحيات رئيس الجمهورية هي صلاحيات الشعب فقط وبيني وبينه عقد ولابد من الالتزام به. وهذه المرة الاولى التي يعلن فيها بوضوح رفضه للانتقاص من صلاحياته حسب الاعلان الدستوري التكميلي، الذي اشترط موافقة المجلس العسكري بشأن القرارات السيادية والاقتصادية. الا ان موافقة مرسي على اداء اليمين الرسمية اليوم امام المحكمة الدستورية اغضبت بعض القوى السياسية ومنها حركة السادس من ابريل، التي غادر انصارها ميدان التحرير قبل وصول مرسي اليه. وأعلنت حركة شباب 6 ابريل 'الجبهة الديمقراطية' بعد ظهر الجمعة انسحابها مع جميع أعضائها من المشاركة في مليونية 'تسليم السلطة'. وذكر بيان مقتضب صدر عن الحركة ان هذا الانسحاب جاء نظرا لما استجد من اعلان الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي موافقته على حلف اليمين امام المحكمة الدستورية العليا مما يعد اعترافا ضمنيا بالاعلان الدستوري المكمل، وهو ما ترفضه الحركة. وفي محاولة لرفع الحرج، أدى الرئيس المنتخب القسم أمام مئات الالاف الذين امتلأ بهم ميدان التحرير قائلا 'أعاهد الله وأعاهدكم .. أقسم بالله العظيم أن احافظ مخلصا على النظام الجمهوري وأن احترم الدستور والقانون وأن ارعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن احافظ على استقلال الوطن وسلامة اراضيه'. وقال مرسي 'الكل يسمعني الان .. الشعب كله يسمعني.. الجيش والشرطة والوزارة.. ولا سلطة فوق سلطة الشعب.. أنتم أصحاب السلطة .. انتم أصحاب الارادة .. أنتم مصدر هذه السلطة '. ومن المقرر ان يتوجه مرسي بعد اداء القسم الرسمية اليوم السبت الى مقر جامعة القاهرة، حيث سيؤدي اليمين للمرة الثالثة امام نواب البرلمان المنحل ومجلس الشورى والجمعية التأسيسية وزعماء الاحزاب السياسية. ووجه مرسي الجمعة حديثه للشعب المصري والثوار في كل الميادين والمحافظات وفي كل مدينة وقرية قائلا ' لن ينتقص حق من حقوق من قالوا لي لا، كما لن ينتقص حق من حقوق من قالوا لي نعم'. وشدد على رفضه لاي محاولة لانتزاع سلطة الشعب أو نوابه وقال ' انا صاحب القرار بإرادتكم.. بتوكيلكم .. فلا مجال لانتزاع سلطة الشعب أو نوابه .. لن اتهاون في اي صلاحية من صلاحيات رئيس الجمهورية .. ليس من حقي أن افرط في أية صلاحية' . وأشار رئيس الجمهورية قائلا:'سأحذف اي معنى للتبعية لاي دولة مهما كانت، مصر حرة في قرارتها واننا لا نتعدى على احد وقادرون بكم على ان نرد اي عدوان علينا من اي جهه كانت، وسنصنع معا ايها الاحباب مفهوما جديدا للعلاقات الخارجية مع كل القوى العالمية. وحذر من ان ينال احد مهما كان من كرامة مصر او كبريائها او شعبها او رئيسها' نؤكد سويا ان على مفهوم الامن القومي القوي في العمق الافريقي وفي العالم العربي والاسلامي'. واكد انه لن يفرط في حقوق المصريين سواء في الدخل او الخارج ،مضيفا 'أخص بالتحية كل مصابي الثورة وأسرهم وكل من قدم لبلده وأعطى لوطنه وضحى في سبيل نهضته وتقدمه' ، مشددا على أن الثورة مستمرة بأهدافها التي تتبلور على شكل إرادة واضحة هى إرادة الشعب المصري لرئيس منتخب للبلاد يقود سفينة الوطن ويقود هذه الثورة ويقف أمام الثوار لتحقيق كل أهدافها. وأكد الرئيس المنتخب أنه سيعمل على بقاء النسيج الوطني متماسكا وقويا. ولوحظ ان مرسي لم يذكر كلمة واحدة بشأن القضية الفلسطينية والصراع مع اسرائيل، فيما اعتبره مراقبون محاولة لطمأنة الغرب وخاصة الولاياتالمتحدة. وكان المتظاهرون قد بدأوا في التوافد على ميدان التحرير للمشاركة فيما أطلق عليها مليونية 'تسليم السلطة'، والتي دعا إليها العديد من الأحزاب والقوى والائتلافات الثورية. ويطالب المشاركون في مليونية اليوم بتسليم السلطة في البلاد بكامل صلاحياتها الى الرئيس المنتخب وإنهاء الدور السياسي للمجلس العسكري وعودة الجيش الى ثكناته بالإضافة الى الاستمرار في المطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل والغاء قرار حل مجلس الشعب المنتخب، فضلا عن التأكيد على عدم المساس بالجمعية المنتخبة لإعداد الدستور.