مشاهد غير إعتيادية تكرر حدوثها علي سواحل البحار خلال الأعوام القليله الماضية وأستمرت إلى الآن حيث أصبحت ظاهرة توافد الدلافين والحيتان والقروش إلي شواطئ البحار أمرا مثيراللدهشة و للفزع أحيانا وللعديد من التساؤلات أيضا فلماذا تتخلى هذه الكائنات عن مواطنها في عرض البحار وأعماق المحيطات وتتجه إلى الشواطئ ؟!! للإجابه عدة أحتمالات فقد تكون هذه الكائنات البحرية قد ضلت طريقها في المياه حيث تتنقل هذه الثدييات البحرية في مجموعات لها قائد يعمل علي إرشادها وفي حالة حدوث خلل ما لقائد المجموعة تضل هي الأخرى طريقها الي اماكن ليست ملائمة سواء من حيث درجات الحرارة أو عمق المياه حيث لا تقوي هذه الكائنات الضخمه على السباحة والتنفس مما يؤدي بها الي ظاهرة "الانتحار الجماعي" ، كما أن استخدام أجهزة الموجات الصوتية والكهرومغناطسية في الصيد واستكشاف الاعماق له تأثير سلبي بالغ الخطورة على الجهاز العصبي لهذه الكائنات البحريه وكذلك الاصابات المرضية التي تتعرض لها تتسبب في أنهاكها مما يفقدها القدرة علي مواصلة السباحة فتحملها تيارات الماء الي السواحل حيث تلقي حتفها على الشواطئ. ومما لا شك فيه أن تكرارظهور هذه الكائنات البحرية في أماكن غير معتاد تواجدها قرب الشواطئ يجعل الأمر يبدو أنه قدتخطي حدود الخلل الفسيولوجى وينقلنا الي نقطة أعمق وهي الخلل البيئي الذي يتسبب فى هجرة هذه الكائنات من بيئتها بحثا عن أخرى أكثر مواءمة لها .فماهي العوامل التى ثؤثر علي البيئة البحرية وتجعلها غير ملائمة لهذه الكائنات البحرية ؟! في حقيقة الامر تشهد البحار والمحيطات خطر التلوث النفطي والكيميائى الذي يؤدي بدورة الي القضاء علي المنظومة البحرية ككل مما يضطر كائناتها الي البحث عن أماكن أخري أقل تلوثا وأكثر وفرة فى الغذاء لتتمكن من مواصلة حياتها . كما أن ظاهرة الأحتباس الحرارى ومايصاحبها من تغير في درجات الحرارة المياة يعد من أهم الاسباب التى تؤدي بهذه الكائنات الى تغيير محل إقامتها واللجوء الي مناطق اخري اكثر ملاءمة من حيث درجات الحرارة . والعنصر البشري له دخل كبير في هذه الظاهرة خاصة بالنسبة لتواجد أسماك القرش بالقرب من الشواطئ حيث أن إلقاء االمخلفات العضوية والحيوانات النافقة في مياة البحار يعد من اهم الأسباب التي تؤدي الي جذب القروش في هذه الأماكن حيث يتوفر الغذاء. وتعد التجاوزات والممارسات الخاطئة التي تتم في بعض البلدان التي تنشط بها السياحة البحرية حيث رحلات الصيد والغوص التى تؤدي الي العبث في أماكن هذه الكائنات و التي تثير فزعها مما يؤدى ببعضها إلى مهاجمة البشر. و إذا كانت رؤية هذه الكائنات البحرية وهي تسبح في عرض البحر أمرا طبيعيا و إيجابيا خاصة في البلدان التي تخضع لقوانين منع صيد ها لحمايتها من خطر الانقراض فإن زاياراتها المتكررة والغير مرغوبة لشواطئ بعض البلدان في العالم أمر مفزع لعلماء البحار والجهات البيئية المعنية التي تعمل علي رصد هذه الظاهرة وإيجاد الحلول المناسبة لكي لا تضطر هذه الكائنات البحرية لخوض مأساة الهجرة غير الشرعية . مهندسة ولاء سمرة . باحثة مختصة في مجال البيئة و الثروة السمكية.