نشر في شهدت جريدة الواقع تخريج أول دفعة من النساء يحملن شهادة " مربية حمام وطيور إلكترونية "، وهو ليس ضربا من الخيال أو نكتة مصرية ، لأنه مشروع يستهدف تأهيل 13 ألف مربية .. انطلاقه في الصعيد كان صدمة للمجتمع هناك ، لأن تربية الطيور والحمام المنزلي لها تقاليدها المتوارثة منذ آلاف سنين .. ولكن نجاح 20 فتاة في الحصول علي شهادة معتمدة من مراكز تدريب كمبيوتر متخصصة ، وظهور إنتاج مشروعاتهن علي ارض الواقع ، غير هذه المفاهيم ومثل حافزا لآلاف النساء والشباب في المطالبة بتعميمه .. هذا المشروع تدعمه العديد من الجهات الرسمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص ، بهدف تدرب المرأة على متابعة وتربية الطيور والحمام باستخدام أجهزة الكمبيوتر ، ومجابهة مرض أنفلونزا الطيور وتحقيق ناتج أفضل والمحافظة علي سلالات الحمام.. فما هي التجربة ؟ انطلاقة المشروع كانت من داخل محافظة قنا منذ عدة شهور ، بغرض تنمية المشروعات متناهية الصغير المتخصصة في تربية الحمام والطيور ، ويخطط إلى تعميمها والاستفادة منها في بقية المحافظات.. وظهرت نتائجها في صورة تخريج أول دفعة من مربيات الحمام والطيور الإلكتروني ، وعددهن 20 مربية يحملن شهادات معتمدة من الصندوق المصري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وشركات عالمية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات وبدعم من خبراء المركز القومي للبحوث.. تجربة ناجحة استفادة تلك التجربة من تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في مجال تربية الحمام والطيور ، وقدراتها علي نقل المربيات من النظم التقليدية ، التي تؤثر بالسلب علي إنتاجية مشروعاتهن ، إلى نظم التربية الرقمية التي تزيد من ربحية المشروعات ومقاومة الأمراض – ما أكده طلعت خليفة المدير التنفيذي للمشروع - وقال أن المشروع جاء عقب انتشار أزمة أنفلونزا الطيور ، في شكل إنشاء حضانة تكنولوجية لتربية وإدارة مشروعات الحمام على أسس علمية بالتعاون مع مؤسسة جنوبالوادي ، وتقديمها الدعم الفني للحضانات التكنولوجية المقامة تحت إشراف جمعية الرجاء والمحبة وجمعية عمر بن الخطاب بنجع حمادي ، إضافة إلى إنشاء عدد 1000 وحدة إنتاج وتربية حمام مزودة بأنظمة إلكترونية كمرحلة أولي من عدد 13000وحدة مخطط تحقيقها خلال الشهور القادمة.. بحيث يصب في تحقيق عدد من الأهداف أهمها الحفاظ على سلالات الحمام التي تعيش في البيئة المصرية وتنميتها واستنباط سلالات جديدة ، ومحو الأمية الإنتاجية لدى المرأة القيناوية تكنولوجيا ، والمساهمة في القضاء على البطالة وخاصة بين النساء. بوابة إنترنت إنشاء موقع علي شبكة الانترنت خاص بالمشروع كان خطوة للإمام بمساندة الصندوق المصري لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بوزارة الاتصالات - ما أكده الدكتور جمال كمال الدين رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية قدرات المجتمع وحماية البيئة بقنا – وأشار إلى أنه يجري ربط أبراج الحمام بشبكة معلومات وقاعدة بيانات مسئولة عن تسجيل معدل الفقس والتزاوج ومتابعة التغذية والنمو، وعدد هذه الأبراج المستهدفة 13 ألف برج حمام بمحافظة قنا ، كل ذلك يتم من خلال نظام مبسط للتحكم في عملية التربية وأبراج الحمام المنتشرة فى القرى والمدن، وتضمن هذا النظام شبكة معلومات وقاعدة بيانات لمتابعة تحركات الحمام وتطوره أثناء التربية. حيث يتم تدريب النساء علي كيفية العمل علي أجهزة كمبيوتر التي تعمل كقواعد بيانات فرعية تدير عدة وحدات مقسمة إلي 130 دائرة مغلقة ، يشرف علي كل منها عدد من شباب الخريجين المتخصصين من كليات التجارة أو الزراعة أو الطب البيطري والخدمة الاجتماعية، بغرض متابعة الحمام داخل أبراج معيشتها ، وتسجيل بيانات كل حمامه في ملف إلكتروني يحمل كود محدد يتطابق مع الأرقام المسلسلة التي تثبت في حلقات مصنوعة من الألمونيوم في أقدام كل حمامة منذ مولدها، وتحتوي علي عدد البيض لكل حمامه ومعدل الفقس والغذاء وحجم مخلفاتها وتزاوجها وعلاقة التزاوج بين الحمام، وذلك لرصد أنساب الحمام، ثم يتم تخصيص جهاز حاسب آلي لكل ثلاثة أبراج حمام علي أن يتم تعيين شخص مسئول عن إدخال معلومات تلك الأبراج، وتتصل تلك الوحدات الصغيرة عن طريق شبكات خاصة بوحدة تحكم رئيسية تمثل قاعدة البيانات الرئيسية التي تتحكم في عمل النظام وتتصل بالمؤسسة التي تنظم العمل عن طريق شبكة اتصال داخلية. ويسهل استخدام تكنولوجيا المعلومات عمل إحصائيات بالكم المتوفر لديها داخل البنايات أو التوقع المستقبلي لها، وبالتالي يتم توقيع الصفقات بناء عن دراسات مستقبلية مدروسة، مما يسهل من عمليات التسويق وتكوين شجرة سلالية للحمام ترفع من قيمته وتحافظ علي نقاء أنواعه. متدربات تقول عواطف صلاح الدين – حاصلة علي شهادة مربية إلكترونية - أن نجاح النموذج المبدئي يعطى مؤشرا علي أن دخول تكنولوجيا المعلومات في مثل هذه المشاريع يمكن أن يتيح فرص عمل كثيرة للشباب الذي يعاني من بطالة خاصة في الأقاليم، حيث يمكن الاستعانة بهم في المشروع كمدخلي بيانات أو مصممي شبكات أو مبرمجين أوفي أعمال الصيانة، مما يسهم في النمو والتوسع في ذلك المجال البكر، مع توفير فرص عمل من خلال في إقامة مشروعات صغيرة ترتبط بمجال الحمام، لأن من مميزاته أنه يحقق أرباح سريعة ومتنامية، فدرجة الإنفاق والتكلفة تعادل50% من دخله نظرا لإنتاجيته المرتفعة إذ يبيض زوج الحمام ما بين 8 و 10 مرات أي ما بين 16 و 20 فردا ، بل أن ثمن روثه يساوي ثمن إطعامه خاصة أن الطلب عليه من قبل المزارع كسماد عضوي مرتفع. يؤكد طلعت عبد الفتاح أن استخدام تكنولوجيا المعلومات في ذلك المجال، يحقق عددا من الأهداف أهمها تنمية وإنشاء وإدارة 13000 وحدة إنتاج لتربية الحمام داخل المباني مدارس- جمعيات أهلية نوادي وغيرها من الأماكن ، مما يسهم في تنمية ذلك المجال الذي يمثل قوة دفع اقتصادية للمناطق الفقيرة، ومحاولة التغلب علي آثار مرض أنفلونزا الطيور، فمصر تمتلك منه ثروة هائلة تقدر بنحو 40 مليون فرد حمام ، وباعتباره الخيار الأفضل لتناول طعام وطني صحي وآمن , خاصة أن الأبحاث العلمية أثبتت استحالة إصابته بذلك المرض أو نقله إليه , وهو ما يؤيده عدم اكتشاف أي حالة إصابة في العالم بين الحمام , وكونه ثروة حضارية يصفها البعض بأنها مورد للدخل الوطني , وصمام أمان ضد سوء التغذية , بل مصدر للأمن القومي . وبهذا يعد مصدرا جيدا لتحقيق عائد مادي , نظرا لأن نسبة نجاح دورة انتاجه أكثر من 70%, هذا بالاضافه الي ان مخلفاته ايضا تحقق عائدا ماديا وتستخدم في الأسمدة العضوية المطلوبة للمزارع التي تصدر انتاجها لجهات تشترط استخدام أسمدة طبيعية ، وهذا كله يجعل منه مشروعا قوميا يساعد فى توفير فرص عمل للشباب المتخصص في إدخال البيانات وبناء الشبكات والبرمجة.