بقلم محمد بخيت متولي عندما نغيب عن الوعي تحدث اشياء كثيرة من حولنا ولا ندركها الا عندما نفيق ندرك بعدها اننا كنا في غيبوبة تسببت في خسارة كبيرة وعندها ناخذ في النواح المتواصل ونرسم علامات الحزن في كل مكان ثم ناخذ في اعداد الخطط والترتيبات التي تمنع مثل هذه الغيبوبة وسرعان ما ندخل في غيبوبة اخرى . هذا ما يحدث دائما في وطني نغيب عن الوعي ويغب الضمير عن الوعي فتمتد الأيادى المعتدية الحاقدة لتحاول شق الصف والنيل من وحدة الوطن و تحاول صنع مشنقة لشنق بلادنا من جسد أبنائها غير المدركين لمعني الانتماء معدومي الحس بوحدة الوطن والمحافظة عليها. عاشت مصر وتعيش وستظل نموذجا متفردا من الوحدة الوطنية بين أبناءها بشتي معتقداتهم وهي بمثابة درع يقى مصر من شر الفتنة التي يسعي الى اشعالها الآن أعداء الوطن في الخارج والداخل، ولكن هيهات أن يحدث ذلك فهي دماء تجري بين عنصري الوطن مسلمين ومسيحين. فالشعب المصري يعيش الوحدة منذ فجر التاريخ فلقد عملوا على توحيد الأديات التي كانت قائمة قبل بزوغ الأديان السماوية وتجلت الوحدة الوطنية منذ الفتح الاسلامى الذى لم يكن غزواً أو جاء بالقوة وإنما كان بالأمان والأمن على المال والنفس والعقيدة وشعائر العقيدة ولا زالت الوحدة الوطنيية تتجلى داخل مصر بأجمل صورها أمام كيد الكائدين. نقول لهؤلاء العابثين لن تنالوا شيئا مما تصبون اليه وستجنون الخزي والعار والهزيمة وستتصدع مكائدكم أمام ابناء هذا الوطن المتحابين المترابطين فهم جسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الأعضاء يزودون عنه ويفرحون لفرحه ويحزنون لحزنه ، حزن عميق يجتاح كل أبناء الوطن لما حدث لأخوانهم بالاسكندرية في مولد فجر عام جديد بيد آثمة متآمرة طعن به هذا الجسد الطاهر. نتمنى أن ألا نعود في هذه الغيبوية مرة أخرى وأن يزود كل منا عن هذا الجسد وهذا البيت الذي يضم الجميع وأن تبتر كل يد تريد النيل منه وألا نقف عند مثل هذه الاحداث المدبرة لتمزيق الوحدة الوطنية الخالدة.