نمُر حاليا بفترة مليئة بالأعياد للمصريين مسلمين و مسيحيين .. و بالتحديد تكون هذه الأوقات هي مواسم لفقص وظهورالعديد من الشخصيات البيضوإحباطية التي لا تفعل شيء في حياتها إلا انها تصدرفتاويها المهجنة ، فتحرم هذا و تُحلل ذاك بل و تقرر من سيدخل الجنة ، ومن ستكون نهايته جهنم الحمراااء ..!! و في الحقيقه في الفترة الأخيرة لم يقتصر إصدار هذه الفتاوى على بعض العمائم و الشيوخ و القساوسة فقط ...بل إمتدت العدوى لتصل إلى الزملاء في العمل والجيران والأصدقاء علي فيس بوك وتويتر سواء ان كانوا مسلمين او مسيحيين فمنذ عدة أيام ، تحديدا ليلة 25 ديسمبر.. قمت بتهنئة الإخوة المسيحيين باعياد الكريسماس وعلي ما يبدو اني قمت بخطأ فادح و لكنه غير متعمد بالتأكيد فربما لم اذكر اعياد الكريسماس و لكن قدمت تهنئة للمسيحيين بصفة عامة بمناسبة العيد و اذ فجأة اري كم من الرسائل الخاصة من بعض اصدقائي المسيحيين يلوموني بل و يعنفوني على تهنئتهم بالعيد يوم 25 ديسمبر فكيف أفعل هذا الخطأ العظيم .. فهذا هو عيد "الكاثوليك" و ليس عيد "الارثوذكس" و ان معظم مسيحيي مصر من الارثوذكس و انه لا يصح التهنئة بعيد الميلاد المجيد يوم 25 ديسمبر بأي حال من الأحوال .. و بعد مناقشات و محاولات للتهدئة إقتنع أصدقائي إنها غير مقصودة مني على الإطلاق وإنني أقصد أن أهنئهم بأعياد الكريسماس بصفة عامة و بعد ساعتين تقريبا ظهر أصدقاء آخرون لكنهم هذه المرة مسلمون فأظهروا غضبهم مني لأني قمت بتهنئة المسيحيين بعيد المييلاد المجيد و لم أقم بتهنئة المسلمين بالمولد النبوي الشريف الذي هو يسبق عيد الميلاد المجيد ب 7 ايام ، فإضطررت أن أُعيد نفس الكلام بنفس الترتيب مرة أخرى وهو إنني أقدم التهنئة بأعياد الكريسماس والتي تبدأ من 25 ديسمبر الذي هو يسبق المولد النبوي الشريف بإسبوع و إني بالتأكيد مع قرب موعد المولد النبوي الشريف سأتقدم بكل التهنئة لكل مسلمي العالم بهذه المناسبة الجليلة . ثم جاء يوم 31 ديسمبر الذي نحتفل به جميعا مسلمين و مسيحيين بإنتهاء عاما وقدوم عام آخر بصرف النظر عما إذا كانت هذه المناسة لفئة فقط من الشعب دون الاخري .. فظهرت الرسائل ذات اللون الاصفر مرة اخرى من اصدقاء و غير اصدقاء يقولون لي إنه لا يجوز الإحتفال برأس السنة الميلادية و أن هذا يعتبر خروج عن الإسلام و أن إحتفالنا الرئيسي في رأس السنة الهجرية .. فاعتذرت للمرة الثالثة و أخبرتهم ان هذه قناعتي الخاصة و أنه لا يحق لأحد ان يكفر او يحرم على مزاجه وحسب رؤيته الخاصة .. ألم تسمعوا يا بشرعن إمرأة دخلت النار في هرًة فالله سبحانه و تعالى عفو كريم يحب العفو وهو أعلم بما في القلوب و النيات ثم جاء موعد المولد النبوي الشريف فقمت مرة اخرى بواجبي المجتمعي بتقديم التهاني و التبريكات للمسلمين في كل أنحاء العالم بهذه المناسبة الرائعة .. و لكن هذه المرة لم ترسل لي رسائل بل كان جار لي من المتشددين بعض الشيء فقابلته عند مدخل العمارة صدفة و قمت بتهنئته بالمولد النبوي الشريف و أنا احمل علبة حلاوة المولد و تغمرني فرحة شديدة الا انني وجدته ينظر لي شذرا و يقول لي إنها بدعة و انه لا يصح ان نحتفل بهذه المناسبة !!! صمتت للحظات .. ثم قررت ألا اناقش أو أجادل كل من هو متشدد أو طائفي و لا يرى الحياة الا من منظوره الضيق فنحن نحاول أن نجد اي سبب لكي نفرح و ندخل السعادة و السرور على قلوبنا و قلوب كل من حولنا سواء بشراء شجرة للكريسماس أو تعليق الزينة عليها او بشراء حلاوة المولد و العروسة والحصان الحلاوة الذي نعشقهم منذ الصغر دون اي محاولة لارتكاب اي ذنب يمكن ان نحاسب عليه الي متى سيحرموننا هؤلاء الطائفيون المتذمتون مسلمون أو مسيحيون من أبسط الأشياء التي نحاول أن نسعد بها أنفسنا في وسط كل هذا الكم من الضغوط النفسية والمادية و الأسرية ؟؟!! فلو نظركل واحد منًا في مرآته وشغل نفسه بحاله هو أولا قبل ان يشغل نفسه بما يفعله الآخرون لأصبحنا من أكثر الأمم تقدما .. وجهة نظر خاصة جدااا ...