تمكّن علماء أمريكيون من حل الشيفرة الجينية لأكثر أورام المخ شيوعاً عند الأطفال. وقد أظهر تسلسل الجين أن هذا الورم المعروف بورم الأرومة النخاعية لديه جينات شاذة أقل بكثير من تلك التي نجدها في أورام البالغين. إن اكتشاف ضعف التحورات في جين هذا الورم (5 إلى 10 مرات أقل من أورام البالغين) يمكن أن يساعد في معرفة الأشياء التي تحفز هذا السرطان والعلاج الملائم له. ويقول كاتب التقرير د. فيكتور فيلكوليسكو الأستاذ المساعد بمركز سيدني كيمل للسرطان بجامعة جونز هوبكينز ببالتيمور: "النقطة الإيجابية هنا هو أننا ولأول مرة تمكّنا من تحديد الجزئيات الجينية في سرطان الأطفال واكتشفنا أنها قليلة جداً في هذا الورم (mb), ما يعني إمكانية التدخل لإيقافه". ويعلّق فيلكوليسكو وزملاؤه بأن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها حل شفرة الجين في ورم للأطفال. يذكر أنه في كل عام يهاجم هذا السرطان شخصاً من بين كل 200 ألف طفل أقل من 15 عاماً. وقبل أن يبحر من خلال مركز الجهاز العصبي للشخص يبدأ الورم بالمخيخ، وهو جزء من المخ مسؤول عن التحكم بالاتزان والوظيفة الحركية للجسم. وبمتابعة حالة 88 ورماً للأطفال اكتشف فريق البحث وجود 225 تحوراً بالورم في عينات (mb)، وهو المقدار الذي يقل كثيراً عن ذلك الذي نجده في أورام البالغين. وهذا أمر فاجأ الباحثين الذين كانوا يعتقدون بعدم وجود فروق كبيرة بين الأورام الخبيثة عند الصغار والكبار. ويمكن لهذا الكشف أن يساعد في تصنيف وعلاج ورم ال(mb). ويقول الدكتور فيلكوليسكو: "لقد تمكنا الآن من فك أجزاء من اللغز الذي يخفيه هذا النوع من الأورام، وما علينا الآن هو إيجاد الأجزاء الأخرى التي تمكننا من الوصول للعلاجات الملائمة مستفيدين من تلك الاختلافات بين هذا الورم والأورام الخبيثة التي تصيب البالغين. وتتفق د. إيزابيل جيرمانو، مديرة برنامج علاج أورام المخ بمركز جبل سيناء الطبي في نيويورك، مع هذا الرأي قائلة إن هذا الكشف يمنح الدارسين أداة في مواجهة هذا المرض المميت. وعلّقت الدكتورة جيرمانو على ذلك قائلة: "نظرياً يمكن لهذه الدراسة أن تزيد الأمل في الوصول لطرق أكثر نجاحاً في التعامل مع مرض ال(mb). فمع تحسّن فهمنا بحقيقة هذا المرض وإدراك ميكانيكية تطوره سيمكننا الوصول للعلاج الملائم أو حتى منع المرض من الحدوث في المقام الأول".