بقلم : حنان بدران حين أصادف فى حياتى من سيئى الخلق ممن يسيئهم هدوء نفسى فانى أنأى بنفسى وقلبى عنهم .فاذا أذونى بسوء أخلاقهم .لا يجدون منى الا الصمت .يتوهمون مرضا ان صمتى هو الضعف منى,والنصر لهم. .والحق ان صمتى لا يعيه غيرى ...صمت ييملآه العجب بل وكل العجب : يراهم الناس مصدرا لللآذى وأراهم مصادر للتقرب الى الله عز وجل أولها : انهم يدعوننى الى التامل فى خلق الله عز وجل الذى خلقه على كل الاطياف والانواع فاردد:سبحان الله والثانى : كلما ازدادت رؤيتى للفرق بيننا زدت حمدا لله على نعمته فأكرر (الحمدلله الذى عافانى مما ابتلى به غيرى وفضلنى على كثير من خلقه تفضيلا والثالث : انى أطبق توجيه الله عز وجل (فأعرض عن الجاهلين وأما الرابع : حين أراهم وقد اكتضت وجوهم غيظا .فأبتسم وأتذكر أقوال الامام الشافعى رضى الله عنه والتى أحبها كثيرا : إذَا سَبَّنِي نَذْلٌ تَزَايَدْتُ رِفْعةً وَمَا الْعَيْبُ إلاَّ أَنْ أَكُونَ مُسَابِبُهْ وَلَوْ لَمْ تَكْنْ نَفْسِي عَلَيَّ عَزِيزَةً لَمَكَّنْتُها مِنْ كُلِّ نَذْلٍ تُحَارِبُهُ يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ فأَكْرَهُ أنْ أكُونَ لَهُ مُجيبَا يَزِيدُ سَفَاهَةً فأزِيدُ حِلْماً كَعُودٍ زَادَهُ الإِحْرَاقُ طِيبَا إذَا نَطَقَ السَّفِيهُ فَلاَ تُجَبْهُ فَخيْرٌ مِنْ إجَابَتِهِ السُّكُوتُ فإنْ كَلَّمْتَهُ فَرَّجْتَ عَنْهُ وَإنْ خَلَّيْتَهُ كَمَداً يَمُوتُ هكذا يكون حالى مع مثل هؤلاء لا امنحهم شرف اختلاط صوتى بنباحهم حتى ينطق الاختلاف بيننا معلنا عن نفسه . فكيف يخصنى الله تعالى بصفة حميدة فأجحدها والقى بها تحت أقدام اللئام يعبثون بها؟؟؟؟؟؟ كيف ييسر لى الله ذكره وحمده وانشغل انا عنه بالنظر الى غيره بقلبى أو بلسانى؟؟؟؟؟؟ وأما الخامسة .فتجعلنى حريصة كل الحرص على كل لفظة اتلفظ بها حين اذكر أن رجلا شتم الوليد بن المغيرة فقال له الوليد: هذه صحيفتك فاملاها كما تشاء . فليملأ كل منا صحيفته بما يشاء فسوف يدعى الى قرائتها يوما حين يقول المولى عز وجل " اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا " ... صدق الله العظيم