استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي نشاطه لليوم الثاني لزيارته إلى باريس بالتوجه لزيارة مقر رئاسة الوزراء الفرنسية، حيث كان في استقبال سيادته رئيس الوزراء الفرنسي "مانويل فالس". من جانبه صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتمع مع رئيس الوزراء الفرنسي، حيث أعرب مجدداً عن التعازي في ضحايا الهجمات الإرهابية الأخيرة التي تعرضت لها فرنسا، مؤكداً على تضامن مصر مع فرنسا شعباً وحكومة في مواجهة هذا التهديد المشترك من قبل التنظيمات الإرهابية التي تستقي أفكارها المتطرفة والعنيفة من ذات المصدر بحسب البيان. كما أعرب رئيس الوزراء "فالس" عن تقدير فرنسا للمواقف المصرية التي تعكس تضامناً حقيقاً مع بلاده من أجل التصدي لخطر الإرهاب، مؤكداً على أهمية العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين واِمتدادها عبر التاريخ. وأضاف المتحدث الرسمي أن رئيس الوزراء الفرنسي أشاد بما وصل إليه مستوي العلاقات بين البلدين من شراكة استراتيجية على كافة الأصعدة، وهو الأمر الذي عكسته زيارته الأخيرة لمصر يومي 10 و11 أكتوبر 2015، والتي يتطلع للبناء على نتائجها متابعتها من أجل تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق بين البلدين في كافة المجالات. وأشار الرئيس، إلى أنه يتطلع لمزيد من التعاون بين البلدين في المجالات ذات الأولوية للاقتصاد المصري كتوليد الطاقة من المصادر الجديدة والمتجددة، والبنية التحتية، وتوفير فرص العمل، والارتقاء بطرق النقل. مؤكدًا حرص الحكومة المصرية على العمل لجذب الاستثمارات الأجنبية في المشروعات القومية العملاقة مثل مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، وترحيبها بالشركات الفرنسية للاستثمار في هذا المشروع العملاق. وأكد "فالس" على أن مصر تُعد ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بل يمتد تأثيرها إلى أوروبا أيضاً، فضلاً عن كونها شريكاً أساسياً لفرنسا لتحقيق العديد من المصالح المشتركة، لافتًا إلى أن بلاده تولي اهتماماً كبيراً للاستثمار في مصر والاستفادة من الفرص الواعدة التي تطرحها في مختلف المجالات، منوهاً إلى اهتمام فرنسا بالعمل في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة. وأشار "فالس" إلى ما تلمسه بلاده من تقدم اقتصادي وتحسن ملحوظ على كافة الأصعدة في مصر على مدار العام الماضي، مما يشجع الشركات الفرنسية على زيادة العمل والاستثمار في مصر. ومن جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء الفرنسي على أهمية الدور الذي تقوم به مصر في مفاوضات تغير المناخ، منوهاً إلى ان بلاده تعول على الدور المصري الفاعل للمساهمة في إنجاح مؤتمرتغير المناخ والتوصل إلى اتفاق مُرضٍ لكافة الأطراف. وفي هذا الصدد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أن مصر لا تدخر جهداً من أجل إنجاح المؤتمر والتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يحقق مصالح الدول الافريقية والدول النامية والأقل نمواً، ويساعدها على التكيف مع تداعيات تغير المناخ والتحول إلى الاقتصاد النظيف. وعلى الصعيد الاقليمي، توافقت رؤى الجانبين حول أهمية تسوية الأزمات التي تعاني منها عدة دول في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها سوريا وليبيا، وذلك من أجل الحفاظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول وصون مقدرات شعوبها، والقضاء على البيئة المواتية لنشاط وتنامي التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، فضلاً عن تهيئة البيئة الإقليمية المناسبة لتحقيق آمال وطموحات الشعوب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.