اعتبر البروفيسور الروسي ليونيد إيفاشوف رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية، أن إقدام تركيا على إسقاط القاذفة الروسية "سو-24" ومسعاها لضرب العلاقات مع موسكو لم يكن بمحض إرادتها. ولفت إيفاشوف النظر إلى أن واقعة استهداف الطائرة الروسية وإسقاطها يحمل طابعًا سياسيًا أكثر منه عسكريًا، وأنها ليست إلا نقلة مدروسة في عملية التحضير لحرب كبرى، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حينما أقدم على ضرب العلاقات مع موسكو لم يكن يتصرف بمحض إرادته وبقرار مستقل. واعتبر أن الأمر الأهم بالنسبة إلى موسكو في الوقت الراهن، يتمثل في "ألا تتجاهل العدوان التركي على روسيا"، معبرًا عن ثقته التامة في هذه المناسبة، بضرورة إعلان منظمة معاهدة الأمن الجماعي "تركيا بلدًا عدوًا" وفسخ العلاقات الاقتصادية وخفض التمثيل الدبلوماسي معها. وأجمع إيفاشوف ولفيف من الخبراء السياسيين والعسكريين في ندوة عقدوها في ال27 من نوفمبر في موسكو لتحليل الأزمة التي اندلعت في العلاقات الروسية التركية، والوقوف على ملابسات إسقاط الطائرة الروسية وعواقبها، أجمعوا على أن العلاقات بين البلدين لن تعود إلى سابق عهدها طالما بقى أردوغان في الحكم. فيكتور ناديين-رايفسكي كبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أكد بدوره أن حادث الطائرة كان عملًا مدبرًا ويندرج في خانة الاستفزازات، واعتبر أن خير دليل على تدبيره، ظهور مسلحين على الأرض في مكان تحطم الطائرة، واستهداف طيارها وملاحها بوابل من النيران بما يقضي عليهما ويخفي معهما ملابسات الحادث، ناهيك عن فريق الصحفيين الذي صور العملية. أليكسي غريفاتش نائب رئيس صندوق أمن الطاقة الوطني، أشار في هذا الصدد إلى العواقب السلبية التي ستنعكس على تركيا وإلى الآثار الوخيمة التي ستترتب عليها. وقال: "بعد إن أطلقت المقاتلة التركية صاروخها باتجاه قاذفتنا ضربت بذلك مصالح تركيا الاستراتيجية، وعبرت عن تجاهل المصالح الاقتصادية التركية". وأعاد إلى الأذهان في هذا السياق، الروابط الاقتصادية الوثيقة التي ترسخت بين البلدين في العقد الأخير، وأكد أنها لن تعود إلى سابق عهدها في المستقبل المنظور. أما الخبير العسكري فيكتور ليتوفكين فأكد أن إزالة التوتر في العلاقات بين موسكو وأنقرة يتطلب وكخطوة أولى، تقديم الرئيس التركي رسميًا اعتذاره عما حدث، ومن ثم التعويض عن الطائرة، وتخصيص معاش دائم لأسرة الطيار المغدور وإعادة جثته إلى روسيا.