اقترح قادة كبار في الجيش الأمريكي إرسال مزيد من القوات على أساس المداورة لتعزيز التواجد الأمريكي وتصعيد وتيرة التدريبات لمجابهة التدخل الروسي المحتمل بعمليات نقل للقوات في حالة حدوث أزمة مع موسكو. وذكرت صحيفة " وول ستريت جورنال" الأمريكية - في سياق تقرير نشر اليوم الاثنين - أن الخطوات الجديدة ستسمح بتواجد كتائب أمريكية متعددة في أوروبا في أي وقت مما يزيد العدد فوق الحدود الحالية. وأوضحت الصحيفة أنه تم وضع الأطر في منتدى عقده قادة الجيش والدفاع في البلاد بولاية كاليفورنيا الأمريكية مطلع الأسبوع الحالي الذين شجبوا العدوان والتهديدات من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحذروا من أنه يتعين على الولاياتالمتحدة ألا تسمح للتعاون بين موسكو والغرب في سوريا بأن يصرف الانتباه عن النزاع في أوكرانيا. وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا مشتركة في محادثات دبلوماسية بشأن الحرب في سوريا ومستقبل نظام حليفه الرئيس السوري بشار الأسد. وكانت روسيا قد شنت في أواخر شهر سبتمبر الماضي حملة من الضربات الجوية دعما لحكومة الأسد. ونقلت الصحيفة عن القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الجنرال فيليب بريدلاف، قوله إنه سيفضل التزام مزيد من الكتائب في أوروبا كقوات على أساس دوري..مشيرا إلى أن القرارات بشأن المقترح ستتخذ "خلال الشهرين المقبلين". من جهة أخرى، نوه رئيس أركان الجيش الأمريكي، الجنرال مارك مايلي، الى أن الجيش ينقح تدريبه لضمان قدرة الجيش الأمريكي على مواجهة التهديدات التي تشكلها القوات الروسية وتعلم مجابهة الحرب المتعددة التي تجمع ما بين القوات النظامية وغير النظامية والدعاية والأساليب غير التقليدية لبث الارتباك، مضيفا أيضا أنه يفضل إرسال مزيد من القوات لنشرها على أساس مؤقت في أوروبا. ونقلت الصحيفة عن مايلي - خلال مقابلة أجرتها معه الصحيفة - قوله إن "مثل تلك التحركات هامة لضمان عدم اندلاع نزاع جديد في أوروبا، فترك العدوان دون رد سيؤدي على الأرجح لمزيد من العدوان". ولفتت الصحيفة إلى أن تصريحات الجنرالات جاءت مطلع هذا الأسبوع في منتدى "ريجان" للدفاع الوطني في كاليفورنيا والذي يعد تجمعا سنويا للقادة الأمريكيين في مجال الدفاع والأمن القومي. ونوهت الصحيفة إلى أن المقترح بتدوير مزيد القوات يجب تطويره رسميا ومن ثم الموافقة عليه من جانب إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتمويله من جانب الكونجرس. ووفقا لمسئولين، فإن الجيش سيدفع من أجل شمول التمويل في طلب يتعلق بالميزانية يرسل إلى الكونجرس مطلع العام القادم. وخلال نفس المنتدى، أصدر وزير الدفاع الأمريكية أشتون كارتر تحذيرا ضد العدوان حيث قال في كلمة أمس الأول السبت إن "موسكو تبدو عازمة على لعب دور "المفسد" بسكب البنزين على نار سوريا"..منتقدا استخدام التهديدات النووية. ورفض المسئولون الروس التعليق أمس الأحد، لكن كبار المسئولين الروس ذكروا مرارا أن هناك خلافا بسيطا بين القوات التي تتبع مبدأ المداورة والزيادة الدائمة كما اتهموا مرارا الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" بأنهما الطرف المعتدي في أوروبا. وبحسب الصحيفة، فإن دول الناتو تناقش زيادة عدد القوات المرابطة في دول أعضاء متاخمة لروسيا ووضعها تحت القيادة الرسمية للحلف، ومن المتوقع للمحادثات القادمة حول الفكرة أن تأتي في مطلع ديسمبر المقبل، عندما يجتمع الخبراء الأجانب ويبدأون مناقشة المقترحات التي تتبلور بشكل رسمي في قمة تعقد في العاصمة البولندية وارسو خلال شهر يوليو. ونوهت الصحيفة إلى أن القادة العسكريين الأمريكيين يستخدمون نغمة متشددة أكثر في تصريحاتهم عن تلك التي يستخدمها حتى البيت الأبيض أو المسئولون الأوروبيون في الوقت الذي يركزون فيه على المشهد العام العسكري الأمريكي - الروسي. وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والقادة الألمان انتقدوا روسيا أيضا، لكنهم أكدوا كذلك على أهمية أن تشارك موسكو في المناقشات حول مستقبل سوريا. وفي الوقت الذي قال فيه المسئولون إن البيت الأبيض طلب في الأسابيع الأخيرة من بعض القادة العسكريين تلطيف بعض التصريحات، فإن الإدارة الأمريكية تسعى لتنفيذ استراتيجية تسمح لمسئولي وزارة الدفاع الأمريكية بالحديث عن تعزيز الدفاعات في حين يحاول الدبلوماسيون بوزارة الخارجية التواصل مع موسكو. ونسبت الصحيفة إلى مسئول بالإدارة الأمريكية قوله إنه "من المعقول بالنسبة للبنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية اتباع مسارات مختلفة، فوزارة الدفاع تركز على تحسين الجاهزية الأوروبية، في حين تتبع الخارجية الأمريكية دبلوماسية يمكننا من خلالها خدمة مصالحنا". وحذر الجنرال بريدلاف من أنه بالتعاون مع روسيا بشأن سوريا، فإن الغرب سيصل لقبول ضم موسكو لشبه جزيرة القرم ودعمها للانفصاليين في منطقة دونباس الأوكرانية. من جانبه، دافع كارتر عما وصفه بالنهج المتوازن في التعامل مع روسيا..مشيرا إلى أن موسكو يمكن أن تلعب دورا بناء في حل الحرب الأهلية السورية. كما نوه وزير الدفاع الأمريكي إلى أنه يحترس من التدخلات الروسية..مضيفا أن الناتو يحتاج إلى خطط استراتيجية جديدة لردع روسيا.