سقطت أمس قذيفتان داخل حرم السفارة الروسية في دمشق اثناء بدء تجمع متظاهرين امامها لشكر موسكو على تدخلها العسكري في سوريا، الى جانب قوات النظام في سوريا، استمرت المظاهرة لفترة قصيرة، أطلق خلالها المتظاهرون الهتافات المؤيدة لبوتين واخرى مماثلة مؤيدة لروسيا والرئيس السوري بشار الاسد. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن «أطلقت القذائف من مواقع الفصائل الاسلامية المتحصنة عند أطراف العاصمة». ودخل النزاع السوري المتشعب الاطراف والمستمر منذ عام 2011 منعطفا جديدا مع بدء قيام روسيا بشن ضربات جوية قالت إنها تستهدف «المجموعات الإرهابية»، في حين تعتبر دول غربية ان هدفها الفعلي دعم قوات النظام في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الاشهر الاخيرة. وليست هذه المرة الاولى التي يتعرض فيها مقر السفارة الروسية لسقوط قذائف، إذ أعلنت وزارة الخارجية الروسية إطلاق قذائف على حرم سفارتها في 20 سبتمبر. ومن ناحية اخري دعا ابو محمد الجولاني امير جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) في تسجيل صوتي من أسماهم بجهاديي القوقاز الى شن هجمات في روسيا ردا على تدخلها العسكري الجوي في سوريا، واعتبر ان التدخل الروسي ياتي بعد سلسلة الانتصارات الساحقة ضد النظام، مشيرا الى انه بمثابة اعلان لفشل التدخل الايراني وحلفائهم من حزب الله وغيرهم. وحذر من ان الحرب في الشام ستنسي الروس اهوال ما لاقوه في افغانستان، داعيا جميع الفصائل في سوريا الى وقف جميع انواع الاقتتال الداخلي بينها وإرجاء الخلافات لحين زوال وانكسار المعتدي الروسي. وعلي الصعيد الميداني تمكن الجيش السوري تحت دعم الغطاء الجوي الروسي من التقدم على عدة جبهات بعد اشتباكات مع الفصائل المقاتلة منذ مطلع الشهر الحالي، تزامنا مع قيام واشنطن بتزويد مجموعات تصنفها بالمعتدلة بالسلاح لمواجهة تنظيم «داعش»، وأعلنت القيادة العامة للجيش السوري في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية «سانا» ان قواتها أحرزت نجاحات مهمة في عملياتها العسكرية المتواصلة ضد التنظيمات الإرهابية في محافظات حماة وحلب واللاذقية، وأكدت سيطرة وحداتها على بلدات وقرى كفرنبودة وعطشان وقبيبات ومعركبة وام حارتين وتل سكيك وتل الصخر والبحصة في ريف حماة الشمالي. وتعد بلدة كفرنبودة ذات موقع استراتيجي بالنسبة الى النظام الذي يحاول التقدم للسيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية الواقعة على طريق دمشق حلب. لكن المرصد السوري لحقوق الانسان نفى سيطرة قوات النظام على بلدة كفرنبودة، مشيرا الى استمرار اشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة اعتبرها الاعنف في سوريا منذ بدء الحملة الجوية الروسية في 30 سبتمبر، واكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن سيطرة قوات النظام على الحي الجنوبي من كفرنبودة تحت غطاء جوي من الطائرات الحربية الروسية التي شنت اكثر من 20 غارة، وقتل خلال هذه الاشتباكات 9 من عناصر الفصائل و5 على الاقل في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وتابع «عبد الرحمن» «في حال تمكنت قوات النظام من السيطرة بالكامل على كفرنبودة، يصبح بامكانها التقدم للسيطرة على مدينة خان شيخون التي تعد خزانا بشريا لجبهة النصرة في محافظة ادلب وتقع على طريق حلب دمشق الدولية». وعلي صعيد اخر اعلن الجيش الاسرائيلي انه قصف بالمدفعية موقعين للجيش السوري في هضبة الجولان ردا على سقوط صواريخ اطلقت من سوريا صباح أمس في الجزء المحتل من هضبة الجولان دون إيقاع أضرار او اصابات، وقال في بيان له «الجيش الاسرائيلي يحمل الجيش السوري مسؤولية هذا الخرق الواضح للسيادة الاسرائيلية». من ناحيته، شدد الاتحاد الاوروبي على انه لا يمكن ان يكون هناك سلام دائم في سوريا مع القادة الحاليين، مشيرا الى ان هذا التصعيد العسكري من شأنه إطالة امد النزاع وتقويض العملية السياسية وتدهور الاوضاع الانسانية وزيادة التطرف.