"يؤسفنا إبلاغكم بقرار الإدارة إنهاء خدماتكم اعتبارًا من تاريخ...".. بهذه العبارة قررت "قناة الجزيرة" إبلاغها في رسالة رسمية ل1000 من موظفيها، الذين قررت "تفنيشهم" إنهاء خدماتهم. تسريح هذا العدد الهائل من مذيعي ومقدمي البرامج والصحفيين والفنيين، وغيرهم، بعد تسريبات حول تراجع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد عن دعم "شبكة الجزيرة"، التي بدأ نجمها في الأفول منذ عامين تقريبًا. ولا شك أن تراجع الجزيرة خلال الفترة الأخيرة، يؤثر سلبًا على المنظومة الإعلامية للقنوات الإخوانية، بعد توقف قناتي "مصر الآن" و"رابعة" وبيع قناة "الشرق". قيادات الإخوان الحاليين، أصبحوا الآن في مأزق، بعد انهيار المنظومة الإعلامية، وتراجع شعبية "الجزيرة" التي كانت تدعمهم وتناصرهم بشكل كبير، ولم يتبق أمامهم سوى مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" و"يوتيوب"، إلا إذا قرر أثرياء "الجماعة" وأصحاب رؤوس الأموال في الخارج، إعطاء قبلة الحياة لاستمرار "الجزيرة" أو إعادة الروح ل"رابعة" و"مصر الآن". وكانت تقارير أكدت وفقًا لمصادر مطلعة، أن شبكة قنوات "الجزيرة" ستفصل ألف موظف لديها خلال الأيام القليلة المقبلة، في ظل استمرارها في عملية تقليص العاملين بالشبكة لتقليص النفقات، مشيرة إلى أن العاملين الذين سيتم فصلهم يعملون ما بين محررين وفنيين ومذيعين. وكانت إدارة الشبكة قد أنهت عقود خمسمائة موظف ومحرر ومنتج ومخرج ومعد وفني، من مجموع خمسة آلاف متعاقد مع المحطة، ولم تشمل هذه الإقالات أي من الموظفين القطريين. وتأتي عملية الفصل لتقليص النفقات أسوة بمؤسسات ووزارات قطرية أخرى، مثل النفط والتربية والتعليم والاتصالات والصحة، وغيرها من القطاعات المختلفة، وذلك إثر تراجع الدخل القومي متأثرًا بتراجع أسعار النفط والغاز. وقالت مصادر إن هناك خطة جديدة لإعادة النظر في برامج قناة "الجزيرة" العامة، وإغلاق محطة "الجزيرة الوثائقية" وتقليص، وربما اغلاق محطة "الجزيرة مباشر"، ولكنها أكدت أنه لم يتم التوصل إلى قرار نهائي في الإطار. بهذه القرارات الأخيرة تكون "الجزيرة" قد قامت بأكبر عملية تسريح للعاملين بها منذ تأسيسها سنة 1996، أي نحو40% من مجمل العاملين بها الذين يصل عددهم إلى 6 آلاف. وأشارت الصحيفة إلى أن القائمين على قناة الجزيرة القطرية انتظروا عودة العاملين لديها من فرصتهم الصيفية وبدأت تبلّغهم القرار تباعًا، وكانت عملية التسريح قد انطلقت تدريجيًا قبل شهر تقريبًا ويومها تم الحديث عن الاستغناء عن ثمانين موظفًا في "الجزيرة" من مختلف الجنسيات بدواعي التخلص من الترهل الإداري. وذكر مصادر مقربة من شبكة "الجزيرة" إنهاء عقود عدد من المذيعين والمذيعات وأبعدت مقدمي برامج عن الشاشة مؤخرًا، ومنهم عقد المذيعة الجزائرية مقدمة فقرة الأحوال الجوية وهيبة بوحلايس والمذيع المصري أحمد بشتو مقدم برنامج "الاقتصاد والناس"، وعقد الإعلامي الأردني محمد خير البوريني مقدم برنامج "مراسلون" السابق.