أكد الدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم ان الطالبة مريم ملاك المعروفة إعلاميا «بطالبة الصفر» ادعت بعد انتهاء تصحيح أوراق إجابات الثانوية العامة تبديل محتوى كراسات إجابتها وذلك بعد معرفتها بالدرجات التى حصلت عليها، وأثارت الطالبة مريم ملاك ذكرى تادرس المقيدة بمدرسة صفط الخمار ث. التابعة لإدارة المنيا التعليمية هذا الموضوع فى جميع وسائل الإعلام . وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحفي عقده للرد علي القضية المثارة حالياً أن الوزارة اهتمت بشكوى الطالبة ووقفت إلى جانبها تأسيسا على ما ادعته وتحقيقا لشكواها وما تتضرر منه من أن الإجابات الواردة بتلك الكراسات لاتخصها، وعلى الرغم من التقرير الذى أعدته الإدارة العامة للشئون القانونية بالوزارة بقضيتها رقم 5391 لسنة 2015 وانتهت فيه إلى عدم صحة الشكوى وأن تلك الكراسات تخص الطالبة وأنه لايوجد ثمة تزوير، سارت الوزارة جنبا إلى جتب مع مصلحة الطالبة ورأت جديا تحقيق شكواها وبعد تقديم الطالبة شكواها أمام النيابة العامة سارعت الوزارة إلى إرسال أوراق تلك الإجابات المطعون عليها إلى النيابة المختصة بقضيتها 3921 لسنة 2015 إدارة ثان أسيوط، والتى رأت بدورها إحالة الأوراق إلى الجهة صاحبة الاختصاص الأصيل فى تحقيق مثل تلك الشكاوى الا وهى مصلحة الطب الشرعى قسم أبحاث «التزوير والتزييف» والذى انتهى إلى نتيجة بموجب تقرير رسمى تم إبلاغ النائب العام به بتاريخ 29/8/2015 مؤداه تطابق الخطوط الواردة بكراسات إجابة الطالبة بالصفين الأول والثانى الثانوى.وأشار الوزير إلى أن الطب الشرعى تأكد تماما من تطابق الخطوط وذلك بعد أن تم استكتاب الطالبة ومضاهاة الخطوط وأنها تعود للطالبة المذكورة ولا صحة لما ورد باستبدال أوراق كراستها بأخرى لاتخصها.وقال الوزير إن الوزارة تقف إلى جوار الطالب وتهتم بكل شكوى يقدمها وتهدف من ذلك الوصول إلى الحقيقة، وعلى الطالب الذى يتقدم بشكواه أن يتحرى الدقة والأمانة فى شكواه للحفاظ على سمعة المؤسسة التعليمية وما تثيره الشائعات والأكاذيب من بلبلة وإثارة للضجة والرأى العام الذى لا يهدأ إلا بمعرفة الحقيقة كما هو حال الوزارة التى تهدف من وراء تحقيق الشكوى الوصول إلى موضع أى فساد لمحاسبة المقصر والمسئول عنه.وردا على سؤال هل الوزارة ستتخذ إجراءات قانونية ضد الطالبة مريم بعد تقرير الطب الشرعى، قال الوزير إن الوزارة لم تتخذ أى إجراء بينها وبين أى طالب والطالبة مريم بنتنا، لكنه سيتم اتخاذ إجراءات احترازية فى السنوات القادمة ضد الطالب الذى يثبت أن هذه أوراقه، مشيرا إلى أن المسئولين عن كنترول أسيوط الذين تم اتهامهم لهم حرية الحق فى اتخاذ أى إجراء وهذا شأنهم. كما كشف وزير التعليم أن مريم ليست الحالة الوحيدة التي حصلت علي صفر وأن هناك 40 طالباً حصلوا علي صفر في الثانوية العامة. وعن وجود لجنة أخرى ستقوم بمراجعة أوراق الطالبة مريم قال الوزير ان الوزارة ترحب بذلك وموقفنا ثابت وواضح بأننا مع مصلحة الطالب وإعطاء كل ذى حق حقه. وردا على سؤال حول التوصل لآلية لحل مشكلة التظلمات العام القادم، قال الوزير ان هناك لجنة مشتركة بين وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى لتغيير سياسة القبول بالجامعات حتى لا يكون مجموع الطالب هو السبيل الوحيد لدخوله الجامعة، وهناك دراسة لاجتياز امتحان للقدرات. في نفس السياق أكد كريم كمال الباحث والكاتب في الشأن السياسي والقبطي ومؤسس الاتحاد العام ل«أقباط من اجل الوطن» يجب ان نتعامل مع قضية مريم وصفر الثانوية العامة بموضوعية وبطريقة وطنية تبتعد عن الطائفية، وأضاف كمال: يقلقني بشدة حالة الاستقطاب الشديدة التي بدأت تظهر في بعض وسائل الإعلام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة علي شبكة الانترنت ومحاولة البعض التعامل مع القضية من منظور ديني وتصوير سقوطها بسبب ديانتها وهو أمر مخالف للواقع لان الكثير من المسيحيين حققوا تفوقاً في الثانوية العامة والتحقوا بكليات القمة، وطالب كمال رجال الدين المسيحي بالابتعاد عن القضية لان مريم مواطنة مصرية لها كل الحقوق والواجبات ويجب حل مشكلتها في إطار القانون لان استخدام عامل الدين في حل أي مشكلة يقضي علي الدولة المدنية ويحول الأقباط إلي أقلية وهو ما نرفضه لان المسيحيين في مصر جزء أصيل من النسج الوطني وليسوا أقلية دينية، وأضاف «كمال»: أطالب أيضا الجهات المختصة بسرعة تشكل اللجنة المحايدة لفحص أوراق الطالبة وإظهار الحقيقة بأقصى سرعة لأنها أصبحت قضية رأي عام وأيضا يجب محاسبة المسئولين وإقالتهم في حالة إثبات صحة موقف الطالبة حتى يكون هناك رادع قوي لكل فاسد أو مهمل. وكان المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، قد استقبل امس الأول الطالبة مريم ملاك، وشقيقها، والمحامي الخاص بها، حيث أكد المهندس إبراهيم محلب في بداية لقائه أن لديه ثقة بلا حدود في النيابة العامة، وأنه سيساند الطالبة في التظلم الذي تقدمت به، وكأنها ابنته، حتى تظهر الحقيقة، فإن كان لها الحق ستحصل عليه كاملاً، وإن لم يكن لها حق سنخبرها بأنها ليس لها حق وبأسباب ذلك. من جانبها تقدمت الطالبة «مريم» بالشكر لرئيس الوزراء، لبحثه شكواها، مشيرة إلى أنها تُقدر هذا الموقف، وتعتبره مثل والدها، وستواصل جهودها بحثاً عن حقها.