«الريان» (2) بقلم -وجدى زين الدين السبت , 03 سيبتمبر 2011 06:01 قلت أمس إن الحكومة نصبت كميناً لآل الريان وعلى رأسهم العقل المدبر أحمد الريان، عندما حددت الحكومة ثلاثة شهور لتوفيق أوضاع المودعين، الذين شعللتهم الدولة، وآل الريان جميعاً رهن الاعتقال .. ونجح النظام السابق فى القضاء على قلعة اقتصادية كانت تناطح الحكومة رأساً برأس وعجزت الحكومة نفسها أن ترد أموال المودعين كاملة، وتعاملت مع الأمر بشىء يدعو الى الأسى والحزن، وبمنطق لا يقبله العقل. وأضرب مثالاً واحداً لحماقة النظام السابق يدل على مواقف بلهاء تدعو الى الغثيان.. قالت الحكومة إن هناك أموالاً للريان فى قبرص التركية بلغت حوالى ثلثمائة مليون دولار وتشكلت لجان مصرية قضائية ومن أمن الدولة المنحل، وسافرت هذه اللجان أكثر من ست مرات الى الجانب القبرصى التركى عن طريق اسطنبول، وكان عدد أفراد كل لجنة يتعدى الخمسين شخصاً ما بين قضاة ورجال شرطة عاديين وأمن دولة وصحفيين وخبراء اقتصاديين وعمال وسعاة وطبعاً كان النزول فى أفخم الفنادق القبرصية، للتفاوض على عودة هذه الأموال التى استثمرها القبارصة في مشاريع كثيرة ابتداء من ورش صناعة الأحذية وحتى انشاء البنوك.. كنت واحداً من الصحفيين الذين تم تكليفهم بتغطية أخبار هذه الزيارات فى قبرص، وقلت إن تكاليف هذه الزيارات تتعدى قيمة المبلغ المطلوب استرداده من القبارصة حتى أننى فى آخر زيارة الى قبرص رفضت السفر، وذكرت السبب صراحة للمرحومين الأستاذين جمال بدوى وسعيد عبدالخالق طيب الله ثراهما وأذكر أنهما قالا لى جملة واحدة أنت محترم ولن نجبرك على السفر إلى قبرص التركية للمشاركة فى هذه المهزلة. ونشرت جريدة «الوفد» كل هذه الحقائق في حينها، وأذكر أن ذلك أغضب النظام كثيراً خاصة صفوت الشريف ووقع صدام بينه وبين المرحوم جمال بدوى وتدخل فيه الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين، الذى استدعانى الى مكتبه وشرحت له تفاصيل كل الزيارات الحكومية وعمليات البذخ الشديدة للصرف على هذه الرحلات، وكيف تعدت نفقاتها حجم المبلغ المطلوب استرداده!. وأذكر جيداً انه ابتسم وشد من أزرى وصرف لى مكافأة مالية كنت سعيداً بها جداً. هذه حقائق مهمة كان يجب ألا أغفلها عندما قررت الحديث عن المسلسل التليفزيونى الذى انتهى دون ان يتعرض لتفاصيل أرى انها اهم كثيراً من تفاصيل النشأة والبداية لآل الريان.. قصة حياة أحمد الريان اعتقد انها لم تبدأ بعد أقصد فى المسلسل فحياة الريان وأسرته مع النظام السابق، لم يتناولها المسلسل واكتفى فقط بالنشأة والبداية والحياة الشخصية لأسرة الريان فى حين ان علاقة النظام بشركات الريان تستحق دراما طويلة، خاصة إذا كانت شركات الريان كشفت خيبة أمل الحكومة، وتوهانها ما بين التحرر الاقتصادى، والتمسك بأساليب الانغلاق والقوانين الاشتراكية.. كل الحكومات..فى النظام السابق بلا استثناء كانت تتفنن فى عرقلة أى استثمار أو النهوض بهذا البلد. «وللحديث بقية»