كشفت مصادر سورية مطلعة عن أن طهران تستعد لطرح مبادرة لحل الأزمة السورية ترتكز على خطة من 4 نقاط، وذلك عقب التطورات الأخيرة على المستويين الإقليمي والدولي. واشارت المصادر إلى أن طهران تسعى إلى استغلال مكانتها بعد توقيع الاتفاق النووي مع دول الغرب لحل الأزمة وفي إطار ما تمخضت عنه الاجتماعات الوزارية التي جرت أمس الأول في الدوحة. وتوقعت المصادر أن يتوجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى طهران غدا، ليعقد اجتماعا مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، على أن يُعقد اجتماع ثلاثي روسي إيراني سوري في حضور نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، لبحث عناصر هذه المبادرة. في الوقت نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الولاياتالمتحدة نفذت أول غارة جوية لها في الأراضي السورية للدفاع عن مجموعة من المقاتلين المعارضين الذين دربتهم. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بيل أوربان، إن هذه الغارة الدفاعية الأمريكية هي الأولى من نوعها على الأراضي السورية تم تنفيذها، لمؤازرة مجموعة مقاتلين دربتهم الولاياتالمتحدة ويطلقون على أنفسهم اسم مجموعة «سوريا الجديدة». وكان مسئول كبير في الإدارة الأمريكية أعلن أن الولاياتالمتحدة قصفت مواقع لجبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وذلك ردا على هجوم شنته هذه الجماعة المتطرفة على مقاتلين معارضين دربتهم واشنطن. وأوضح المسئول أن عضوا بالقوة المسلحة السورية الجديدة قتل الجمعة الماضي، خلال اشتباكات مع متشددين. وكان المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، حذر النظام السوري من التدخل في العمليات التي تقوم بها القوات المعارضة التي دربتها الولاياتالمتحدة، وإلا فإن خطوات إضافية قد تتخذ للدفاع عنها، في تهديد مبطن بإمكان اللجوء إلى الضربات الجوية ضد قوات النظام السوري، مشددا في الوقت نفسه على أن الأخيرة لم تحاول حتى الآن عرقلة تحركات المجموعات العسكرية التي تدعمها الولاياتالمتحدة. وبين المجموعات العسكرية، التي تدعمها واشنطن وحدة تتألف من 54 عنصرا موجودة في محافظة حلب منذ منتصف يوليو داخل مجموعة من المعارضين المسلحين ينشطون في إطار ما يعرف بالفرقة 30. وخطفت جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا 5 مقاتلين جدد على الأقل كانوا قد تلقوا تدريبات في اطار التدريب الأمريكي للمعارضة في شمال غرب سوريا، بعد اقل من اسبوع على خطف 8 مقاتلين آخرين. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «خطفت جبهة النصرة بين يومي الاثنين والثلاثاء خمسة مقاتلين على الاقل من الفرقة 30 في قرية قاح الحدودية مع تركيا». من جانبه، انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، القرار الأمريكي بشن غارات على القوات السورية في حال تعرضت لمسلحين معارضين دربتهم واشنطن. وقال «لافروف» خلال مؤتمر صحافي في الدوحة ان «التصريح علنا بأن مجموعات مسلحة دربتها الولاياتالمتحدة ستكون تحت حماية التحالف الدولي الذي يشن بقيادة الولاياتالمتحدة غارات جوية ضد الجهاديين في سوريا هو أمر يؤتي نتائج عكسية». في الوقت نفسه، وسعت الولاياتالمتحدة عقوباتها على سوريا عبر اضافة أفراد وكيانات قالت انهم يؤمنون محروقات للنظام السوري يستخدمها في محاربة شعبه. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن العقوبات الجديدة تستهدف أربعة أفراد وسبعة كيانات متهمة بمساعدة نظام الرئيس بشار الأسد، إلى جانب سبع سفن أصبحت ممتلكات مجمدة. وذكر مكتب مراقبة الأصول الخارجية ان العديد من هذه الكيانات هو شركات واجهات تستخدمها الحكومة السورية ومؤيدوها في محاولة للإفلات من عقوبات الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. كما حددت وزارة الخزانة الأمريكية ستة كيانات للحكومة السورية وثلاث سفن للحكومة مصالح فيها. وتقضي العقوبات بتجميد أي موجودات لهؤلاء الأفراد والكيانات وتمنع الأمريكيين من عقد صفقات معهم. ونقل البيان عن نائب وزير الخزانة لشئون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية آدم زوبين قوله ان «وزارة الخزانة ستواصل استخدام ادواتها المالية القوية لإضعاف شبكة الدعم للأسد». وأضاف أن هذه العقوبات المحددة الاهداف تعزز الضغط الاقتصادي والمالي على الحكومة السورية لوقف حملة العنف ضد شعبها. وارتفع عدد ضحايا سقوط الطائرة الحربية على مدينة أريحا في محافظة ادلب شمال غرب سورية إلى 39 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، نتيجة تحطم الطائرة على السوق المركزية في المدينة. ونقلت جريدة الوطن الموالية للحكومة خبر سقوط طائرة عسكرية نتيجة عطل فني، بينما لم تصدر الحكومة السورية أي بيان يشير إلى ذلك. ولا تزال الاشتباكات في ريف ادلب مستمرة. وقال بيان عسكري إن القوات الحكومية سيطرت على تل حمكة الاستراتيجي وتقدمت باتجاه تل خطّاب، حيث تسعى لاقتحام بلدة السرمانية في جسر الشغور. وطال قصف حكومي عنيف بلدة الفريكة الواقعة شرق جسر الشغور، مما أدى إلى قتلى وجرحى من مسلحي المعارضة. وقصفت المعارضة مواقع حكومية في تل حمكة، موقعة أكثر من 40 جنديا حكوميّاً قتلى.