موضة «التصوير علي الهواء» أصبحت أزمة تواجه كل مسلسلات رمضان من العام الماضي، عندما صور فريق مسلسل الكبير قوي أحداث المسلسل حلقة بحلقة وعندما تعرض بطل العمل أحمد مكي لكسر في ساقه اضطر إلي تصوير 15 حلقة فقط مما ترتب عليه عرض عمل غير مكتمل، ازدادت الأزمة بشكل واضح هذا العام، وأصبحت الظاهرة مؤثرة علي كل مسلسلات رمضان، خاصة «خاتم سليمان» بعدما امتنع منتجه محمود بركة عن صرف باقي مستحقات المخرج وباقي فريق العمل، وما ترتب عليه من عدم عرض الحلقة 25 للمسلسل علي أغلب القنوات واحتمالية إلغاء باقي الحلقات لإصرار المخرج علي عدم تسليمها إلا بعد حصوله علي باقي أجره رغم تدخل نقيب السينمائيين، وخالد الصاوي نفسه، لحل الأزمة، وهو ما حدث أيضاً مع مسلسل السيت كوم «شبرا تي في» الذي توقف بعد الحلقة السابعة ودخل بطله أحمد رزق في حالة نفسية سيئة بسبب عدم استكمال المسلسل لأن المنتج ليس لديه أموال لإكمال المسلسل الذي بدأ تصويره قبل 3 أسابيع فقط من شهر رمضان والمشكلة أيضاً لحقت مسلسلات كثيرة ينتهي مونتاجها حلقة بحلقة منها: وادي الملوك الذي تعرضت بطلته صابرين لحادث أثناء تصويره واضطرت للتصوير بعد ساعتين من تعرضها للحادث لأن المخرج لا يمكنه أن يتوقف عن التصوير وهو علي مشارف الحلقات الأخيرة وهو نفس ما حدث مع مسلسل الريان الذي يستمر فريق عمله في التصوير حتي هذه اللحظة وأيضاً شارع عبدالعزيز الذي تسلم حلقاته صباح كل ليلة عرض وبالتالي يعرض علي كل القنوات في وقت واحد ولا تعرضه أي قناة حصرياً، وما ترتب علي ذلك هو أن معظم المسلسلات أصبح مدة عرضها 30 دقيقة بدلاً من 45 دقيقة ليكتمل عرض الحلقات في العيد وبعده، لأن المخرجين لا يجدون وقتاً لانتهاء التصوير، والمنتجون لا يجدون أموالاً للصرف علي المونتاج، حاولنا التعرف علي أسباب هذه الظاهرة وكيف يتم تلاشيها في الأعوام القادمة، فقال المنتج محمد شعبان إن هذا العام أزمة التصوير علي الهواء واجهت العديد من المنتجين بسبب ضيق الوقت فكل عام يدخل فريق العمل التصوير في شهر يناير أو فبراير علي الأكثر ورغم أن معظم المسلسلات بدأت التصوير في شهر ديسمبر إلا أنها توقفت بسبب أحداث ثورة يناير، واضطرت للبدء في التصوير من جديد في شهر مايو، وهذا توقيت لا يمكن إنجاز فيه كل تفاصيل المسلسل حتي لو تم الاستعانة بمخرجين، كما فعلت بعض المسلسلات وهو أمر خارج عن أيدي فريق العمل بمن فيهم المنتج فليس أمامه إلا الاعتذار عن تقديم العمل هذا العام أو التصوير علي الهواء وهو أمر خطير لأنه من الوارد حدوث أمور قدرية لفريق العمل أو المخرج أو المنتج فهي مغامرة بكل المقاييس والدخول فيها صعب ولا يجب علي أصحاب شركات الإنتاج المغامرة بأسمائهم في الأعوام القادمة بهذا الشكل ومهم أيضاً أن يكون كل منتج متفقاً علي إنتاج مسلسل يعرف تماماً حجم الميزانية التي تتكلفها هذه المسلسلات لأن أية ضائقة مالية ستؤثر علي المسلسل بالكامل. بينما أكد المنتج الفني هاني كشكوش أن أضرار التصوير علي الهواء أكثر بكثير من مميزاته لأن أغلب المسلسلات التي يتم عرضها علي القنوات العربية لا يتم تسليمها في مواعيدها ويحدث أن تعاد الحلقات أو تتأخر في السفر إلي القناة وهذا بالتأكيد يؤثر علي مصداقية القناة وبالتالي علي المنتج الذي سيشترط علي القناة بعد ذلك تسليم كل الحلقات قبل بداية الشهر وما هو ما سيكون شرطاً تعجيزياً علي كل المنتجين، فما حدث هذا العام ظرف استثنائي بسبب ضيق الوقت لكنه سيؤثر العام القادم علي المنتجين أنفسهم خاصة الذين يوزعون أعمالهم علي القنوات العربية.