بقلم سعيد شعيب السبت , 27 أغسطس 2011 16:22 طبعاً لا، فليس كل المسلمين يوافقون على البرنامج السياسي للإخوان وغيرهم من التيارات الدينية السياسية، فهناك مسلمين ديمقراطيين وشيوعيين وناصريين وليبراليين .. الخ، وهناك من لا يريدون كل هؤلاء. وهذا لا يتناقض مع ديانتهم، فهم يؤمنون بفصل الدين عن السياسة. ولكن التيارات الدينية السياسية للأسف روجت أكاذيب، أولها أنهم المتحدثين المعتمدين باسم الإسلام، وهذا غير صحيح. فلم يمنحهم أحدأً هذا التوكيل، ثم أن هذا الدين العظيم يرفض الكهنوت والوصاية من أي جماعة على باقي الناس. والكذبة الثانية التي يروجون لها الآن وهي أنهم يتحدثون باسم المسلمين، وهذا غير صحيح، لأن أحدأً لم يمنحهم أيضاً هذا التوكيل، وحتى لو افترضنا أنهم استطاعوا الحصول على الأغلبية البرلمانية، فهذا لا يمنحهم الحق بالتحدث باسم الإسلام والمسلمين. فهم مجرد جماعة سياسية لديها هدف سياسي هو الوصول إلى الحكم مثلهم مثل باقي التيارات الديمقراطية واليسارية والقومية، لديهم برنامج سياسي وليس الهي أو سماوي يعرضونه على الناس، وإما أن تقبله أو ترفضه. وحتى لو قبلته لفترة واصبحوا هم أغلبية، فمن الوارد أن ترفضه نفس الأغلبية في الانتخابات التالية، ويختارون فصيلاً أو فصائل سياسية أخرى لإدارة البلاد. لكن أنصار التيار الديني السياسي لا يخطر على بالهم ذلك، لأنهم لا يؤمنون ولن يؤمنوا بالديمقراطية.. لماذا؟ لأنهم يعتقدون أنهم يحملون رسالة سماوية، ظل الله جل علاه على الأرض، ولذلك ستجد في برامجهم السياسية وفي خطاباتهم، الأولوية الأولى ليست للشعب، ولكن لتنفيذ شرع الله على هذا الشعب، فهم ليسوا نواب الناس، ولكن نواب الله جل علاه. ومن ثم فبكائهم على الديمقراطية الآن منم الصعب تصديقه، لأنك لو خيرتهم بين ما يعتبرونه شرع الله وبين إرادة الشعب، سوف يختارون بالطبع أن يكونوا ظل الله على ارضه. ولذلك إذا بقت أفكارهم على ما هي عليه الآن، فهذا معناه أنهم عندما يتولون إدارة البلد لن يتركوها.. لماذا؟ لأنه من الصعب أن يتركوا فرصتهم السانحة لتنفيذ ما يتصورونه إرادة الله، ليسلموا البلد عن طريق الديمقراطية إلى كفرة.