قد يكون الجهاد فرض عين على المسلم، كما لو عينه الإمام، ولا يجوز له التخلف عنه حينئذ إلا لعذر شرعي. لذلك عندما يستنفر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين للجهاد يخرج كل مسلم صادق، ولا يتخلف إلا أهل الأعذار الشرعية أو أهل النفاق، ولكن في غزوة تبوك تخلف ثلاثة رجال: كعب بن مالك ومرارة بن ربيع وهلال ابن أبي أمية عن الغزو مع الرسول صلى الله عليه وسلم، من غير عذر شرعي ولا نفاق. وقد تخلف الثلاثة عن الغزو الذي كان في زمان الحر والشدة، ولكن رغم فداحة الذنب وعظمته تجاوز الله عنهم وغفر لهم صنيعهم، لأنهم كانوا صادقين مع أنفسهم ومع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لم يخادعوه ولم يأتوا بأعذار كاذبة، بل صدقوا واعترفوا بتخلفهم، ولجأوا إلى الله تائبين مستغفرين فتاب الله عليهم.