افتتح محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، أعمال الندوة العربية الإقليمية حول "تحديات حماية حقوق الإنسان في سياق الاضطراب الإقليمي"، والتي تنظمها المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ويشارك فيها 65 مشاركة ومشارك من 13 بلدًا عربيًا. وقال علاء شلبي الأمين العام للمنظمة العربية، إن التدهور المضطرد لأوضاع حقوق الإنسان في المنطقة، يرتبط بثلاث ظواهر أساسية، أولها اتساع نطاق النزاعات المسلحة كما وكيفا، فضلا عن الاحتلال الأجنبي لأراضي عربية في بلدان عدة، واتساع نطاق النزاعات المسلحة الداخلية في غالبية المنطقة، واتساع آثارها التي تقوض الحقوق الأساسية، وعلى رأسها الحق في الحياة وحظر التعذيب والحق في المحاكمة العادلة وسلامة المحتجزين. وأشار شلبي إلى أن تحول أنماط الإرهاب ومخاطره التي بدات تتبع فلسفة "إدارة التوحش" والتي تتشابك مع النزاعات المسلحة بشكل بات يهدد الاستقرار النسبي لبعض المجتمعات، ووحدة اراضي العديد من البلدان العربية، لافتًا كذلك لانتهاكات حقوق الانسان في سياق مكافحة الارهاب. وأوضح شلبي أن الاضطرابات السياسية التي باتت تعم المنطقة وتثير الانقسامات السياسية والدينية والمذهبية، وتعمق المأزق مع انتكاس بعض الثورات والمراحل الانتقالية، وأدت لتراجع خطاب الديمقراطية وحقوق الانسان لصالح خطاب الأمن وحماية الاستقرار، وقادت لخنق المجال العام. وعرض محسن عوض الأمين العام السابق للمنظمة ورقة العمل والتى تناولت مخاطر النزاعات المسلحة والإرهاب على وحدة أراضى البلدان التى تزايد الحديث عن إمكانية تقسيمها مثل العراق وسوريا واليمن والسودان وليبيا والمغرب، منوهاً باتساع نشاط تنظيمات الإرهاب الدولية وتطور أدواتها وتأثيرها على شعوب المنطقة ومحيطها، وبروز مظاهر جديدة للإعدامات البشعة والاسترقاق. وأوضح أن سياسات من قبيل إغلاق بغداد وكردستان فى وجه النازحين العراقيين الفارين من جحيم تنظيم داعش، وصعوبات وصول الفارين السوريين واليمنيين إلى البلدان العربية المجاورة وغير المجاورة يعمق من المأساة. وأشار إلى أن 3 بلدان عربية تقع بين أسوأ 4 دول فى العالم فى تصدير اللجوء والنزوح، مضيفاً أن ذلك لم يشمل تناول كارثة اللجوء الفلسطيني المتواصلة والمتزايدة، منوهاً لمخاطر الهجرة غير النظامية التى راح ضحيتها الآلاف من أبناء المنطقة فى محاولة للوصول إلى الجنة الموعودة فراراً من جحيم الاقتتال فى المنطقة، منتقداً التوجهات الأوروبية المعلن منها، وسياسة معاملة طالبى اللجوء فى معسكرات الاحتجاز المخصصة لهم.