ضربة البداية

روح الفانلة البيضاء

سمعنا كثيراً عن روح الفانلة الحمراء، وأخيراً رأينا بأعيننا روح الفانلة البيضاء، بأداء قوي وقتال حتى اللحظات الأخيرة، واصرار على الفوز خارج مصر مهما كانت قوة المنافس، وجماعية وترابط وانسجام بين لاعبي الزمالك في كل الخطوط حتى تحقق الفوز 3/2 على الفتح الرباطي المغربي وتأهل لدور ال 16 لبطولة الكونفيدرالية.
الزمالك فيه «حاجات صح» كثيرة جداً، بداية من مجلس الادارة الذي نجح في قيادة السفينة الكروية وخرج بمنتهى الهدوء من أزمة هروب مدير فني وبسرعة جاء بأفضل منه، ووفر مجموعة من اللاعبين الأكفاء أصحاب الطموح لدرجة أن البدلاء مستواهم لا يقل عن الاساسيين، ما خلق منافسة ايجابية لصالح الفريق.
الزمالك أغلق ملف السلبيات والاخفاقات خلال السنوات الماضية وفتح صفحة جديدة عنوانها العطاء وهدفها النجاح وحصد البطولات بعد استعادتها على يد هذا الجيل من اللاعبين وهذه الادارة التي اختارت سياسة العمل والبعد عن المهاترات والثقة بالنفس ورفع شعار لابديل عن الفوز وتخطي جميع المنافسين.
مباراة الزمالك والفتح المغربي درس كروي ووجبة فنية دسمة تشبعك وتجعلك مهما كان انتماؤك تشجع القلعة البيضاء وتتمنى أن يحقق فريقها الفوز تأييداً لقاعدة «الانتصار للأفضل».
اصرار لاعبي الزمالك على الفوز رغم أن التعادل 2/2 يضمن له التأهل يجعلك تقف وتتأمل حالة جديدة هى التي وصفناها بروح الفانلة البيضاء لأن الفوز له مذاق خاص وهو ما شعرنا به في الدقائق الأخيرة التي سجل فيها حازم امام كابتن الفريق هدف الفوز الذي أسعد عشاق الكرة المصرية بصفة عامة والزمالك بصفة خاصة.
المرحلة المقبلة تتطلب من لاعبي الزمالك عدم الافراط في الثقة بالنفس أو الاطمئنان الى أن الدوري أصبح مضموناً، وأن يكون شعار الفوز الموجود حالياً هو الأساس وأن يبتعد اللاعبون عن الغرور حتى ينتهي الموسم الكروي على أفضل ما يكون.
حتى الصفقات التي ينوي الزمالك تدعيم صفوف الفريق بها عليه أولاً أن يقيم الموجودين ربما يجدهم أفضل فيوفر على خزانته الكثير ويعطي الثقة للاعبين الذين يبذلون جهداً كبيراً لوضع الزمالك في المكانة التي تليق به.
وإلى جانب روح الفانلة البيضاء التي ظهرت بوضوح الموسم الحالي، يأتي التركيز كأحد العناصر الأساسية لانتصارات الزمالك، لم يعد لاعبوه ينظرون لنتائج المنافسين، انما وضعوا نصب أعينهم هدفاً دائماً هو الفوز مهما كانت نتائج الآخرين.
لاعبو الزمالك والجهاز الفني والادارة يستحقون التحية، ومطالبون بالاستمرارية لأنهم الأفضل ولن تأتي لهم ظروف مثالية كالتي يعيشونها لتحقيق أحلامهم الكروية.