أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن قرار المشاركة في عاصفة الحزم؛ يعد موقفًا تاريخيًّا للمملكة فيما يتعلق بنصرة المظلوم والتصدي للظالم، مشيرًا إلى أن قرار خادم الحرمين بالمشاركة في العمليات العسكرية جاء موفقًا وحكيمًا وأعاد للأمتين العربية والإسلامية هيبتهما وعزتهما. ولفت السديس -خلال حديث تلفزيوني أجرته معه القناة الأولى في تلفزيون المملكة العربية السعودية- إلى أن الأمة دائمًا تحتاج إلى أن تربط الناس بالمنطلقات الشرعية والأسس التي يبنى عليها أي عمل. وقال إن المملكة- بما منّ الله عليها من نعمة العقيدة وتحكيم الشريعة والعناية بهذا الدين ونصرة قضايا المسلمين- لها ثوابت ونظام تسير عليه منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن- رحمه الله- وإلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله. وأضاف أن "منطلقاتها ومواقفها ليست سياسية أو شخصية فقط، بل وعقائدية وشرعية، ومنها نصرة إخواننا وأشقائنا في اليمن من خلال "عاصفة الحزم"، مشيرًا إلى أنها مواقف تاريخية ناتجة عن قرارات حكيمة وشجاعة وموفقة، جاءت لتحقيق المصالح ودرء المفاسد، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح". وذكر الدكتور السديس أن من المقاصد المهمة أيضًا، أن هذه الشريعة جاءت بحفظ الضرورات الخمس: "الدين، والعقل، والنفس، والعرض، والمال"، وكلها متحققة من خلال هذه المواقف، وهذه العاصفة التي هي عاصفة الحزم المبنية على أسس شرعية وركائز ومنطلقات أمنية في تحقيق المصالح العليا للمملكة ولليمن الشقيق. وقال إن اليمن جزء الذي لا يتجزأ من البلدان الإسلامية، الذي جاءت نصوص الشريعة في مكانته عبر التاريخ؛ فالرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول: "العلم يماني والحكمة يمانية"، وأوصى بأهل اليمن خيرًا، وبعث إليهم علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وعددًا من الصحابة. وشدد على أن المملكة وحدودها وأمنها، وأمن الحرمين الشريفين ومكة والمدينة، لها حصانتها واستقرارها، ولا يمكن التسامح مع من أراد أن يخرق هذا الأمن أو يهدده، مبينًا أن هذه المواقف التاريخية؛ تحقيق للمصالح العظمى وللتعاون على البر والتقوى. وأوضح أنه لدعم الجوار والوحدة الإسلامية؛ فالمملكة لم تتخذ هذا الموقف إلا بعد أن استنفدت الحلول السلمية والدعوات الإصلاحية.