تداول أنصار تنظيم "داعش" تسجيلًا مصورًا، على موقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه من سماهم "جنود الخلافة" في "ولاية برقة" التابع للتنظيم، حمل رسالتين توعد في إحداهما من وصفهم ب"المرتدين أعداء الله والطواغيت" بمواصلة عملياته. وفي تسجيل منسوب للتنظيم، بعنوان "الخلافة في بنغازي رسالة إلى جند الطاغوت"، تناقله مؤيدون للتنظيم علي "تويتر" و"فيسبوك"، ظهر أحد المسلحين الملثمين في منطقة الليثي في بنغازي، شرقي ليبيا، وقال: "لقد جئناكم برجال يعشقون الموت، كما تحبون أنتم الحياة يا أعداء الله". وأضاف الملثم مهددًا من ذكرهم فيما اعتبرها أولى رسائله، قائلا: "أبشروا بالمفخخات وأبشروا بالكواتم (أسلحة كاتمة للصوت)". ووجه الملثم ثاني رسائله، إلى من أسماهم "المهاجرين" (دون أن يحدد هويتهم)، قائلا: "هلموا إلى دولتكم إلى ليبيا، هلموا إلى دولة التوحيد فدولة الإسلام امتدت فالرسول بنى دولة الإسلام بالأنصار والمهاجرين". وتابع المسلح الذي ظهر وسط ملثمين آخرين: "نحن الآن في مفترق شارع الخليج (وسط منطقة الليثي) ولن نترك بنغازي والليثي إلا على أجسادنا"، مضيفا أن "المنطقة تحت سيطرتهم وكل من يدعي غير ذلك فهو كاذب"، متوعدًا في الوقت نفسه "كل من يحاول دخولها". ومضى قائلا: إن "أقول لعباد (اللواء خليفة) حفتر، وعباد الصليب والله وتالله وبالله لن تهنؤوا بعيش ما دام فينا عرقاً ينبض". وأظهر التسجيل، لقطة كررها مرتين لعملية اغتيال شخص بالرصاص داخل سيارته أثناء سيرها على الطريق ومكتوب تحتها "تصفية أحد المرتدين من جند الطاغوت"، دون الكشف عن هوية القتيل. وكان أول إعلان لتنظيم "داعش" لوجوده داخل الأراضي الليبية كان قبل أشهر، عندما أعلن مسلحون تابعون له وكتائب أخرى موالية له بمدينة درنة شرقي البلاد، سميت "مدوا الأيادي لبيعة البغدادي" في إشارة لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي. وتبنى التنظيم العديد من عمليات التفجير، جرى جلها في طرابلس، واستهدفت مقرات لبعثات دبلوماسية وأماكن حساسة، وأسفرت عن مقتل ليبيين وأجانب كما تبنى عمليات إعدام جماعي آخرها قتل 21 مصرياً في سرت الليبية الشهر الماضي، وتفجيرات انتحارية في مدينة القبة شرقي البلاد راح ضحيتها 44 قتيلا بينهم 6 مصريين. وفي 16 مايو الماضي، دشن اللواء خليفة حفتر عملية عسكرية من مدينة بنغازي، أسماها "الكرامة" ضد كتائب الثوار، وتنظيم أنصار الشريعة، متهماً إياهم بأنهم من يقفون وراء تردي الوضع الأمني في البلاد، بينما اعتبرت أطراف حكومية آنذاك ذلك "انقلاباً على الشرعية". وتعاني ليبيا أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق ، والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي.