قال باحثون في أعقاب مراجعة بيانات وإحصاءات دولية إن ما يصل إلى 75 في المئة من البذور اللازمة لإنتاج مختلف أنواع المحاصيل الغذائية في العالم تنحصر في أيدي صغار المزارعين. وقال كارل زيمرار أستاذ الجغرافيا بجامعة بنسلفانيا الأمريكية الذي أشرف على البحث خلال مؤتمر للجمعية الامريكية لتطوير العلوم إن المزارعين الذين يمتلكون حيازة زراعية تقل عن سبعة أفدنة يحافظون على التنوع الوراثي من خلال "شبكة من تبادل البذور والمعرفة الفنية". وقالت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة إن نحو 75 في المئة من التنوع الوراثي النباتي في العالم اندثر منذ مطلع القرن الماضي بعد تحول المزارعين من زراعة الأصناف المحلية إلى الأصناف المهجنة وراثيا ذات الإنتاجية العالية. وقالت فاو إن نحو 75 في المئة من الغذاء في العالم ينتج من 12 نوعا نباتيا وخمسة أنواع حيوانية. وعلى خلاف المزارع الكبيرة المنزرعة بمحصول واحد فقط فإن صغار المزارعين عادة ما يزرعون عدة أنواع مختلفة من المحاصيل الأساسية مثل البطاطا (البطاطس) مما يمنحهم مرونة في تحسين نوعيات الغذاء مع مضاعفة التنوع الوراثي في آن واحد. ويقول المزارعون إنه على الرغم من أن المساحات الزراعية المحدودة أقل كفاءة من المزارع الكبيرة إلا أن زراعة تشكيلة من البذور يمكن أن تدعم منظومة الغذاء العالمي من حيث مقاومة الآفات ومجابهة آثار تغيير المناخ. وتساءلت ميرنا كاننجهام وهي ناشطة من السكان الأصليين في نيكاراجوا خلال مؤتمر للأمم المتحدة يوم الاثنين قائلة: "كم من الموارد تذهب إلى زراعة المحصول الواحد وكم منها تذهب إلى منظومة الإنتاج الغذائي المتنوع؟" وأضافت :"إذا شرعنا في ترسيخ دعائم الإنتاج الغذائي على أساس خصوبة مجتمعاتنا المتنوعة فسيمكننا تحسين الوضع". ويقول نشطاء إن صغار المزارعين هم عادة أول من يواجه المجاعات وموجات النزوح إلا أن دورهم جوهري في الحفاظ على تنوع البذور. وأضاف النشطاء أن هذا البحث الحديث الذي استقى بياناته من 11 دولة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية يبرز مدى أهمية دعم صغار المزارعين لا سيما النساء منهم اللائي يقدن مسيرة الحفاظ على التنوع الوراثي من خلال استخدام البذور. وقال الباحثون إن نسبة الخمسة والعشرين في المئة المتبقية من بذور المحاصيل الغذائية والتي ليست في حوزة صغار المزارعين تحفظ في بنوك الجينات. وقال ادولفو بريزي مدير السياسات بالصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) في مؤتمر الاممالمتحدة: "نحن كمجتمع معرضون للصدمات والمخاطر (في المنظومة الغذائية) بصورة متزايدة. نريد التنوع كقاعدة راسخة في حالة حدوث أي مكروه".