أقام جناح الأهرام، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حفل توقيع كتاب "لبنان فتنة القصور"، للكاتب الصحفي ماهر مقلد، نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام، بحضور السفير اللبناني في مصر خالد زيادة، وبحضور نخبة من السياسيين والصحفيين يروى الكاتب الروائي ماهر مقلد فى هذا الكتاب " لبنان فتنة القصور " تجربته على مدى أربع سنوات عاشها في لبنان مديرا لمكتب الأهرام ،ويسرد تفاصيل السنوات الصعبة التي مر بها لبنان بعد الحرب الإسرائيلية عام 2006. ويقول مقلد من خلال كتابه :عشت في لبنان سنوات عاصرت فيها أحداثاً جساماً، وتابعت عن قرب كيف عجز اللبنانيون عن انتخاب رئيس للجمهورية طوال 182 يوما بعد أن دبت الخلافات بين القوى السياسية، وتلكأت الأطراف الخارجية التي تملك تأثيرا في المشهد اللبناني في رسائل التوجيه بالحل، وظل قصر الرئيس شاغراً، ولبنان بدون رئيس، حيث تم تأجيل جلسة البرلمان لانتخاب الرئيس 19 مرة، ولم تحل الأزمة وقتها إلا بعد انتخاب قائد الجيش العماد مشال سليمان ، ليصبح الرئيس الثاني عشر في تاريخ لبنان، وشاهدت كيف دارت رحى الحرب في شوارع بيروت ومناطق الجبل وطرابلس في شهر مايو2008 بعد أن نفّذ حزب الله تهديده واجتاح بيروت العاصمة لأيام. وتابع مقلد :تابعت بحسرة شديدة مسلسل الاغتيالات المرير للسياسيين والنواب والوزراء والعسكريين وضباط الشرطة، دون دليل على من يقف وراء هذه العمليات الإرهابية ؟ ، التي جعلت شخصية في وزن وثراء وتأثير سعد الحريري يغادر لبنان ويقيم في المملكة العربية السعودية خشية الاغتيال طوال ثلاثة أعوام متواصلة. وأضاف مقلد، يصحو لبنان وينام على وقع التراشق السياسي، والاتهامات المتبادلة بين القوى والتيارات والطوائف وتشكل القنوات الفضائية التي تبث برامجها في فترة الصباح منصات لإطلاق القذائف الكلامية على الخصوم السياسيين، ومنابرَ لتوجيه الاتهامات وتشكيل الرأي العام، وفي المساء يتكرر السيناريو حيث تبدع هذه البرامج في تسليط الضوء على تناقضات الطوائف وإبرازها. ويؤكد مقلد أنه لا يمكن الجزم بديمقراطية الحياة السياسية في لبنان فهو شكلاً يمارس كل مظاهر الحياة الديمقراطية، أما الجوهر فهو بلد قد يشكك البعض كثيراً في تصنيفه الديمقراطي، فهو وطن يغرق في الطائفية بكل صورها وأشكالها. ويستشهد على ذلك بأنه لا يوجد مظاهر للديمقراطية في الانتخابات أو وسائل الإعلام بالشكل العام لكنها موجودة من خلال الانتقادات المتبادلة بين وسائل إعلام الطوائف، وغير مسموح بأن ينتقد الإعلام الممول الطائفة أو زعيمها مهما كانت جسامة الأخطاء أو سوء تقديرات المواقف. فلا يتصور أبدا أن يتعرض حسن نصر الله لنقد من مناصري حزب الله أو من قناة المنار لسان حال الحزب وينطبق الأمر على وليد جنبلاط بين أنصاره في الطائفة الدرزية و الحال نفسه مع الجنرال ميشال عون و سعد الحريري. ويظهر الكتاب حجم الحلاف الذي نشب بين حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله و وليد جنبلاط الزعيم الذرى واتهام كل منهما للآخر بالعمل ضد الدولة اللبنانية . ويتوقف الكتاب أمام قصة الاعتصام القياسي الذي نظمته المعارضة اللبنانية فى وسط العاصمة بيروت واستمر 18 شهرا ولم يتم فضه إلا بعد توقيع اتفاق الدوحة الذي وضع حدا للصراع الداخلي في لبنان وجاء المؤتمر بعد أحداث 8 من مايو 2008 والتي اجتاح فيها حزب الله شوارع العاصمة بيروت بدعم من حركة أمل والحزب السوري القومي استهدف في الاجتياح مقرات ومؤسسات تيار المستقبل الذى يتزعمه سعد الحريري . الكتاب يقع في 292 صفحة وهو من القطع الكبير وفيه شهادات حية لعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق والذي قاد مبادرة الجامعة لحل النزاع الداخلي اللبناني . و يكشف الكتاب تصادم مساعي موسى بالتعنت الداخلي وعدم رغبة الأطراف الإقليمية فى تسوية الأزمة . وفى الكتاب مقابلات مع الزعماء اللبنانيين وأبرزهم وليد جنبلاط وسعد الحريري وميشال عون وسمير جعجع و نعيم قاسم و نائلة معوض والدكتور احمد فتفت وزير الداخلية بالوكالة كما أن هناك شهادات لعمرو موسى عن علاقته بالحريري وقصة مقابلته للرئيس السوري بشار. و"مقلد" صدرت له من قبل 3 كتب هي كتاب "ناريمان الملكة الأخيرة" عام 2005 ورواية "الشيخ وحشي" عام 2007 ورواية "صمت الجبال" عام 2014، وقد عمل مديرا لمكتب الأهرام بلبنان من عام 2006 حتى 2010، تدرج فى المناصب داخل مؤسسة الأهرام حتى أصبح نائب رئيس تحرير الجريدة