عندما أراد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يتقدم إلى الشعب المصرى بهدية، كانت فكرة حفر قناة السويس الجديدة، علاوة على رصف 3200 كم من الطرق الجديدة ومن قبلهما مشروع المليون وحدة سكنية والمليون فدان لاستصلاح أراض جديدة، كل هذا إلى جانب مشاريع جديدة وكبيرة لم يعلن عنها، أو يتم إنجازها فى صمت، كالطريق الدائرى الإقليمى ورفع كفاءة وتوسعة الطريق الدائرى حول القاهرة الكبرى ومشاريع محطات الكهرباء ومياه الشرب وعدد من الكبارى والطرق الطولية والعرضية، وغيرها من المشاريع التى ستسهم فى التنمية وتوفير وظائف جديدة للشباب. كل هذه المشاريع الضخمة تحتاج لتنفيذها إلى إرادة سياسية تمثلت فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولكن الإرادة وحدها لا تكفى لكى تتبلور الفكرة على أرض الواقع، فكانت وراء الإرادة مؤسسة ضخمة وقوية ومنضبطة وتعرف قيمة الوقت، وكانت هذه المؤسسة هى القوات المسلحة المصرية صاحبة الإنجازات التى تشهد عليها كل حبة رمل وكل شبر أرض ارتوى من عرق أبنائها ودم شهدائها. لولا هذه المؤسسة العريقة التى يفخر بها كل مواطن شريف، ما كانت هذه المشاريع العملاقة قد رأت النور وبقيت حبيسة الأدراج مجرد حبر على ورق، لكنه الجيش المصرى صاحب العلامة المميزة فى الانضباط والأداء السريع وسرعة الإنجاز مع جودة المنتج، إلى جانب عدم تخليه بل رفع الكفاءة القتالية لضبط الحدود ودحر الإرهاب. كل هذه المقدمة أعتبرها أقل بكثير مما تستحقه هذه المؤسسة العريقة بأبنائها وقائدها الأعلى وما هى إلا مقدمة لحالة من الاستغراب من بعض الشركات ومؤسسات الدولة المدنية المسئولة عن تنفيذ مشاريع أقل بكثير جداً من التى تقع على عاتق القوات المسلحة، على سبيل المثال لا الحصر، هيئة الأوقاف المصرية والتى تملك فريقاً ضخماً من الموظفين والمهندسين المفروض أنهم على درجة كبيرة من الكفاءة والخبرات، لكنهم يفتقرون إلى القيادة القوية والشخصية الحازمة، يفتقرون إلى الخيال والرؤيا بعيدة المدى، كل هذا بفضل حالة البلادة والبيروقراطية التى اتسم بها كل من جلس على كرسى مجلس إدارة هذه المؤسسة مما ترتب عليه توقف وعدم إنجاز المشروعات التى تقوم بتنفيذها هذه الهيئة، التى تحتاج إلى اختيار قيادات يكون قدوتهم ومثلهم الأعلى فى العمل والانضباط هو رئيس الدولة الذى يحرص على التواجد وسط العاملين فى الخامسة صباحا، ولا ينام إلا بعد أن يعرف ويتابع ما تم إنجازه فيما وعد به شعبه. هذه الهيئة التى تفتقر إلى قيادات لديها القدرة على استخدام وتشغيل طاقات كبيرة من المهندسين والموظفين والأموال العامة، حان الوقت يا سيادة الرئيس أن تنفذ وعدك بأنه من ليس لديه الكفاءة والإنجاز فليرحل ويأتى من يأتى، فالمواطن المصرى لا يفرق بين العسكرى والمدنى «كلهم أبناء الوطن» بل يُكنّ احتراماً وإجلالاً لصاحب البدلة الميرى، ولكن الذى يفرق مع المواطن هو تقديم الخدمة الجيدة وسرعة الأداء وصدق تنفيذ الوعود، والتى لمسها فى رئيسه المنتخب عبدالفتاح السيسى، لذلك نطالبك يا سيادة الرئيس بنسف الحرس القديم من قيادات هذه المؤسسات البيروقراطية والفاشلة، التى لن ترحل من نفسها، لأن لديها من البلادة ما يكفيها للجلوس على أنفاسنا باقى العمر حتى ولو كان على حساب المواطن البسيط الذى ينتظر منها تقديم أى من الخدمات المنوط بها، وهيئة الأوقاف ليست الوحيدة يا سيادة الرئيس ولكن هذا القرار يجب أن يطال عدداً كبيراً من الشركات والمؤسسات الحكومية، منها على سبيل المثال لا الحصر، شركات المقاولون العرب، والعبد للمقاولات، وحسن علام، ومختار إبراهيم للمقاولات، وغيرها من الشركات القومية الكبيرة والعملاقة. وأخيراً سيادة الرئيس.. أملنا فيك كبير وحسن ظننا بك ليس له حدود ولكننا تعلمنا منك أننا لا نملك رفاهية الوقت، فهؤلاء لن يرحلوا إلا بقرارات حتى نرى إنجازات على أرض الواقع، لأننا قد صبرنا عليهم الكثير والكثير حتى نفد الصبر.. سدد الله خطاك ووفقك لما فيه خير البلاد ورعاك الله.