اعترضت الجمعية المصرية للدراسات التاريخية على تصوير الجزء الثاني من مسلسل «سرايا عابدين» للفنانة يسرا وقصي خولي وإخراج شادي أبو العيون الذي حل بديلًا للمخرج عمرو عرفة، الذي أخرج الجزء الأول والذي حمل أخطاءً في الوقائع والتاريخ بالجملة، وشهد تحريفًا واستباحة للسيرة التاريخية للخديو إسماعيل مؤسس مصر الحديثة في القرن التاسع عشر، وحمل المسلسل تشويهًا متعمدًا لحقبة تاريخية مهمة من حياة مصر السياسية، وطالبت الجمعية بتدخل عبد الستار فتحي، رئيس الرقابة، على المصنفات الفنية بوقف تصوير العمل لحين عرض السيناريو على الجمعية التاريخية قبل إجازة العمل، وتصحيح الأخطاء الفادحة التي تقع فيها الكاتبة، وأشارت الجمعية إلى أن تاريخ مصر أمانة في عنق الجميع، وعلينا جميعًا أن ننهض ضد أي جهة تريد تزييف تاريخ مصر سواء القديم أو الحديث، وتقديم التاريخ المصري للأجيال الجديدة بهدف نشر المعرفة التاريخية التي تراجعت لدى أجيال عدة، أثرت العولمة في ثقافتهم المعرفية، وأصبح الفيس والمواقع هي المصدر الوحيد لمعلوماتهم، وناشدت الجمعية التليفزيون المصري الاهتمام بتقديم برامج عن تاريخنا بشكل مبسط يستوعبه الجميع. وأهابت الجمعية بالفضائيات التي تنتج دراما تاريخية أن تستعين بهيئات علمية متخصصة بمراجعة السيناريوهات الخاصة بها، على أن تكون الجمعية المصرية للدراسات التاريخية المختصة بمراجعة ما يخص تاريخ مصر، وأن يتمكن المراجع من الحضور أثناء تصوير هذه الأعمال حتى يتأكد من أن التعديلات والملاحظات قد تم تنفيذها. يذكر أن الدكتور ماجد فرج، المؤرخ والباحث التاريخي، كان قد تقدم ببلاغ إلى النيابة العامة بعد عرض الجزء الأول ضد قناة «الإم بي سي» المنتجة ومؤلفة المسلسل الكاتبة الكويتية هبة مشاري ومخرج المسلسل عمرو عرفة، لما يحمله العمل من سلسلة أخطاء وانتهاكات ويرى أن المسلسل «يتطاول على تاريخ مصر العريق» وتحول شخصية الخديو إسماعيل من رجل دولة مهم إلى شخصية لا تفكر إلا في الجنس والنساء.