من لا يعشق صعود الجبال.. يعيش أبد الدهر بين الحفر.. هذا هو منهج الفنانة الكبيرة «سوسن بدر» في عملها.. فهى لا تبحث عن الأدوار السهلة ولا تريد أن تملأ أرشيفها بأعمال فنية «سريعة الهضم» ومن يتأمل مشوارها الفني يكتشف أنها حريصة على الاختلاف ولم تقدم تنازلات تخرجها من حسابات الجمهور. تراهن «سوسن بدر» على الكوميديا في فيلمها الجديد «قط وفأر» وتبيع الشر في مسلسل «ساحرة الجنوب» وتبحث عن التجديد في برنامج «نجمة العرب»، التقت الوفد بالفنانة الكبيرة وحول مشروعاتها الفنية ومعايير الاختيار دار هذا الحوار. ما المغري في برنامج «نجمة العرب» بالنسبة للفنانة الكبيرة سوسن بدر؟ - لم أفكر يوما في المشاركة في برامج اكتشاف المواهب لأنها تحتاج الى وقت وسفر وعادة أكون مشغولة في تصوير أعمالي ولكن عندما عرض على برنامج «نجمة العرب» وجدتها فرصة جيدة لاكتشاف المواهب خاصة أنه بمصاحبة صديقة عمري نبيلة عبيد وشعرت أن البرنامج جاد في اكتشاف مواهب حقيقية تعطي فرصة لاكتشاف نجوم جديدة وتجديد مواهب السينما والدراما لأن الوجوه الجديدة هي روح الفن. ولكن البرنامج باسم نبيلة عبيد ويبحث عن ممثلة شبيهة لها؟ - اختيار متسابقة تملك كل المواهب التمثيلية القوية، هو الهدف الوحيد لاكتشاف نجمة العرب ولم نعتمد على اختيار ممثلة مشابهة لنبيلة عبيد لأنها واحدة فقط في العالم العربي ولا يمكن تكرارها لكن البرنامج يعتمد على اختيار نجمة تتوافر فيها قدرات الرقص والغناء والتمثيل بشكل متكامل بحيث يتم انتاج مسلسل وفيلم لها وتقوم قنوات روتانا بتقديمها كنجمة والبرنامج تم تصويره في عدد كبير من الدول العربية واكتشفنا نجوماً كثيرة قادرة متميزة ولكننا نختار نجماً متكاملاً وأعتقد أن فكرة اكتشاف ممثل أصعب بكثير من اختيار المطربين أو الراقصين لأن التمثيل أصعب مهنة يمكن الاختيار فيما بينها. هناك اتهام يحاصر برامج اكتشاف الوجوه الجديدة بأن الهدف منها جمع الأموال وليس فتح طريق للمواهب الجديدة.. ما تعليقك؟ - لا أستطيع الحديث عن كافة برامج اكتشاف النجوم، ولكن ما يهمني أكثر الحديث عن برنامجي، فقد ضمنت أن يكون كل المشاركين في البرنامج لهم حقوقهم وسيكون الاختيار الأفضل للنجمة الأهم والأقوى على مستوى المسابقة وما يهمنا في الأساس احترام الموهبة الفنية لأن مصداقية البرنامج يكون باسم لجنة التحكيم الموجودة فيه ولم نكن سنشارك لو علمنا انه برنامج هدفه ربحي فقط ولكن هدفنا الأساسي اكتشاف دماء جديدة ووجوه مختلفة. كيف ترين مستوى المشاركين في برنامج «نجمة العرب»؟ - كل النجوم المشاركين مبدعون ومواهب حقيقية ومشاركتهم في البرنامج دعم لهم وبداية حقيقية لمشاركتهم في أعمال مختلفة، ورغم أن الأعمال الدرامية هي أكبر مدرسة وانطلاقة حقيقية لكل الوجوه الجديدة لكن البرنامج له طبيعة خاصة وهو اكتشاف نجم له فرصة في البطولة المطلقة، وإتاحة فرصة اكبر لاكتشاف نجوم لا تنسى لهم فرصة الظهور في بلادهم. تشاركين في رمضان القادم ب «ساحرة الجنوب» ماذا جذبك للسيناريو؟ - أميل للأعمال الغريبة التي تتناول موضوعات جديدة وجريئة لا أسعى أبداً للأعمال التقليدية ووصلت لمرحلة من النجومية تجعل اختيار السيناريو أهم عندي من أي شىء لا أجد عيباً في أن أظهر في مشهد واحد أو في عمل كامل ولكن اهتمامي بالعمل يكون لأن السيناريو قوي وهذا هو الغموض الذي يطرحه مسلسل «ساحرة الجنوب» الذي أظهر فيه كشخصية شريرة تعرض إحدى الفتيات لموقف يجعل قدراتها غير عادية ومخيفة. تسعين للأدوار المركبة وهذا ما حدث في آخر أفلامك «شوق» ومسلسلك «السبع وصايا».. حديثنا عن معايير الاختيار؟ - أسعى دائما أن يكون المشهد الواحد الذي أقدمه به «خبطة» أو علامة تجبر الجمهور أن يبحث عن تلك الشخصية، فأنا عندما يعرض على عمل أبحث عن «الماستر سين» قبل البحث عن أي شىء آخر ولا أهتم بمجرد التواجد يكفيني فقط نجاحي أمام نفسي، عندما قدمت فيلم «شوق» كنت أعرف أنه سيحصل على جائزة لأن الشخصية ليست فقط مجرد أم لكنها مركبة ومعقدة، ومسلسل «السبع وصايا» أيضاً لعبت فيه على الشخصية المركبة الصعبة التي يسعى الجمهور لها ما يهمني أن تظل بصمتى موجودة في أعمالي حتى بعد مرور السنين، لذلك عندما أقدم عملاً يجب أن يكون عملا يليق باسمي كممثلة، عندما قدمت فيلم «سلام يا صاحبي» لم أقدم بعده أعمالاً سينمائية لفترة طويلة، ومع ذلك أصبح علامة كلما رآني الجمهور تذكرني فيه. كيف ترين موجة للكبار فقط التي أصبحت سمة أساسية في كل الأعمال الفنية الآن سواء في الدراما أو السينما؟ - ليس كل عمل فني يسمح بعرضه للأطفال والإبداع أصبح أكثر حرية الآن فالشاشة تتحمل كل شىء لأن الواقع أصبح أكثر جرأة ايضاً مما نتخيل والسينما والدراما هي نقل لهذا الواقع ولا يمكن التحفظ على الشاشة في الوقت الذي يسمح فيه بكل شىء في الواقع، كلمة للكبار فقط معروفة في العالم كله ومسموح بها لأن عقلية الجمهور أساساً تغيرت وأعتقد أن المبدع إذا فكر في كل عمل أن يقدمه للكبار أو الصغار فلن يقدم أي ابداع ولذلك أرى أن للكبار فقط وسيلة لإتاحة الفرصة للمبدعين ليخرجوا ما يبحثون عنه خاصة أننا شعب لديه وازع ديني أساسي في حياتنا. تشاركين في موسم نصف العام بفيلم.. «قط وفأر» كيف ترين التعامل مع المؤلف وحيد حامد؟ - وحيد حامد أستاذ وليست المرة الأولى التي أقدم عملاً من تأليفه وأعتقد أن المحظوظين فقط هم من لديهم الفرصة في تجسيد أعماله، «حامد» أستاذ في الشعور بالناس ونقل مشاعرهم على الورق وفيلم «قط وفار» أعتقد أنه سيكون نقلة لي ولكل المشاركين فيه ويعيدني للعمل محمد حميدة «غول التمثيل» والعمل يرصد واقعاً اجتماعياً صعباً يعيشه الناس ويرصد خلاله أبرز ما حدث في مصر ولكن بشكل كوميدي، وسيشاهدني الجمهور ككوميديانة للمرة الأولى. كيف ترين عرض مسلسل «الوسواس» خارج الماراثون الرمضاني؟ - العمل الجيد يفرض نفسه في أي وقت وليس مقصوداً بعرض الأعمال في موسم رمضان أنه الموسم الوحيد الذي يعرض فيه الأعمال بل على العكس أعتقد أن عرضه خارج رمضان سيضمن له نجاحاً أكبر خاصة أنه تم تصويره في فترة طويلة ولم نكن متعجلين وقت التصوير ولذلك خرج العمل بشكل هادئ، وشخصيتي خلال العمل أعتقد أنها مفاجأة للجمهور فأنا شخصية تتخطى الثمانين أتحدث باللهجة الصعيدية طوال الاحداث وأجسد الخط الشرير الذي يكرهه جميع الموجودين في الفيلم، ورغم أنها المرة الثانية التي أجسد دور الشخصية الصعيدية بعد مسلسل «الرحايا» لكني أراهن على نجاح العمل لأنه يتناول الصعيد من وجهة نظر مختلفة تماماً. متى نرى سوسن بدر على خشبة المسرح؟ - المسرح حياتي وهو وسيلة التجاوب الأقوى بين الجمهور والممثل، والفنان لا يشعر بنفسه إلا إذا سمع تصفيق الجمهور وكلامه له وثناؤه على دوره، ولذلك المسرح حياتي وأتمنى لو تتاح لي الفرصة أن أقدم عرضاً مسرحياً يجوب كل المحافظات ويكون الهدف منه نشر الثقافة في كل مكان فهذه وظيفة المسرح والدولة عليها أن تتخذ موقفاً محدداً تجاه المسرح لأن الشعوب تقاس حضارتها بمدى نجاح المسرح فيها.