مع اقتراب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الرسمية لدولة الكويت، والتي تحدد لها يوم الاثنين يستمر تفاعل العديد من الأوساط البرلمانية والاجتماعية الكويتية بالإضافة إلى الجالية المصرية الموجودة في الكويت للترحيب بالرئيس السيسي. وأشارت مصادر خاصة إلى أن المباحثات المصرية الكويتية ستتركز على مجمل القضايا والعلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأوضحت المصادر أن الأوضاع التي تشهدها المنطقة تستحوذ على جانب كبير من المباحثات الكويتية المصرية ولا سيما الأوضاع في كل من الأراضي المحتلة وسوريا والعراق واليمن وأعربت تلك المصادر عن أملها في أن تسفر القمة الكويتية المصرية عن نتائج تعزز الدور الكويتي في لم الشمل العربي وخاصة بعد التحركات المكوكية التي شهدتها الساحة السياسية العربية مؤخرا للعديد من كبار الساسة وخاصة في دول الخليج. وأشارت المصادر إلى أنه تم اتخاذ إجراءات أمنية مكثفة لزيارة الرئيس السيسي ومعها اتخاذ استعدادات خاصة للعمل على إنجاح تلك الزيارة المرتقبة والتي رحبت بها فعاليات نيابية واجتماعية. وأكد نواب في مجلس الأمة أهميتها في رسم خارطة طريق لإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة العربية فيما رحبت الجالية المصرية مذكرة بالمواقف الكويتية الداعمة لمصر واهلها وثورتهم. زيارة الرئيس السيسي المرتقبة إلى الكويت هي الأولى له منذ توليه الرئاسة في يونيو الماضي وتأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية بين البلدين تناميا ملحوظا في مختلف المجالات وأيضا في ظل المساعي لترسيخ العلاقات الخليجية المصرية في جميع الصعد وخاصة الاقتصادية منها. وتعد العلاقات الكويتية المصرية المتأصلة منذ عشرات السنين نموذجا يحتذى به فقد أكدت دولة الكويت دائما تأييدها ووقوفها إلى جانب كل ما من شأنه تحقيق أمن مصر واستقرارها سياسيا واقتصاديا وعسكريا وبادلتها القيادة المصرية بالمثل في العديد من الأزمات التي مرت بها الكويت ومن أبرزها الموقف المصري الواضح والمؤيد والداعم للكويت خلال فترة الغزو العراق حينما وقفت وقفة حازمة إلى جانب الحق الكويتي في جميع المحافل العربية والدولية مؤكدة رفض العدوان العراقي على أراضي الكويت ومطالبة بعودة الشرعية الكويتية في مشهد سبق تكراره عندما وقفت الكويت برجالها وأموالها للدفاع عن مصر ابان العدوان عليها عام 1967 وحرب اكتوبر عام 1973. وتكرر الموقف الثابت في العلاقات بين البلدين مجددا وقد ظهر جليا في الأحداث التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية اذ سرعان ما أعلنت دولة الكويت رسميا دعمها للشعب المصري وارادته معربة عن الامل في ان تتجاوز مصر المرحلة الدقيقة التي تمر بها لتصل الى بر الامان والاستقرار. مواقف ثابتة وعلى الجانبين السياسي والدبلوماسي لم تنقطع اللقاءات بين مسئولي البلدين على مختلف المستويات ولم تقل وتيرة الزيارات المتبادلة لبحث العلاقات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، كما لم يقتصر الدعم الكويتي على الجانب السياسي فقط بل حرصت الكويت على تقديم كل أشكال الدعم الاقتصادي والمالي حتى يتمكن الشعب المصري من تجاوز الظروف الدقيقة التي يمر بها، وتجلى ذلك من خلال تقديم المنح المالية العاجلة ففي نوفمبر الماضي تسلمت الحكومة المصرية مبلغ مليار دولار منحة لا ترد من الكويت وفي يوليو 2013 وبناء على توجيهات الشيخ صباح الاحمد أمير الكويت اعتمد مجلس الوزراء تقديم معونة عاجلة لمصر تضمنت وديعة بقيمة ملياري دولار في بنك مصر المركزي اضافة الى مليارين آخرين يقدم منها مليار دولار كمنحة فيما يقدم المليار الرابع على شكل نفط ومشتقاته. وعلى الصعيد الاقتصادي يرتبط البلدان باتفاقيات منذ نصف قرن شملت جميع المجالات، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 405 ملايين دولار سنويا دون المشتقات البترولية وشهدت التجارة البينية بين البلدين نموا ملحوظا حيث قفزت الصادرات من 58 مليون دولار عام 2007 الى 109 ملايين دولار عام 2011 بمعدل نمو وصل الى %88 فيما ارتفعت الواردات من 192 مليون دولار عام 2007 الى 253 مليون دولار عام 2011 بمعدل نمو بلغ %32. استثمار وتحتل الكويت المرتبة الثالثة بين الدول العربية الاكثر استثمارا في مصر ووصلت نسبة الاستثمارات الكويتية في مصر الى %25 من حجم الاستثمارات العربية بما يقارب 12 مليار جنيه مصري تديرها أكثر من 500 شركة كويتية تعمل في مجالات مختلفة، ويلعب الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية دورا رئيسيا في ترسيخ العلاقات الكويتية المصرية حيث لايزال الصندوق يقدم القروض لجمهورية مصر منذ عام 1964، وآخر تلك القروض كانت في العام الماضي حيث تم توقيع اتفاقية قرض يقدم الصندوق بمقتضاها لمصر 30 مليون دينار لتمويل محطة كهرباء بأسيوط وقرض آخر بمبلغ 30 مليون دينار لتمويل مشروع توسيع محطة كهرباء غرب القاهرة الى جانب مذكرة تفاهم تتضمن تقديم الصندوق معونة فنية تبلغ مليون دينار لتمويل اعداد الدراسة التوجيهية الشاملة لمنطقة المثلث الذهبي (سفاجا -القصير - قنا). تعاون عسكري وإعلامي وعلى صعيد التعاون في المجالات العسكرية وقع البلدان في سبتمبر الماضي اتفاقية تعاون عسكري في مجال الفعاليات والأنشطة لعام 2015/2014 تفعيلا لاتفاقية التعاون الموقعة سابقا بين البلدين في مجال التدريب العسكري. وتشهد العلاقات الاعلامية بين مصر والكويت تنامي كبير في ظل ما يبذله الشيخ سلمان الحمود الصباح وزير الاعلام ووزير الدولة لشئون الشباب من جهود لتفعيل بروتوكول التعاون بين البلدين والذي يؤكد على ضرورة تبادل الخبرات والتنسيق الاعلامي بين البلدين اضافة الى ذلك تستحوذ الاخبار المصرية في الصحف الكويتية على جانب كبير من مساحاتها وخاصة للترويج والتسويق السياحي المصري في وسائل الاعلام الكويتية . مناشدة برلمانية وعلى الجانب البرلماني ناشد عضو مجلس الأمة النائب الدكتور عبدالرحمن الجيران الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن يتولى زمام مبادرة لمشروع تحالف يجمع شتات الأمة العربية التي فرقها الاختلاف وغشَّاها الوهم وأذهب هيبتها الجهل فأصبحت كمَّاً مهملاً في ميزان القوى العالمية. وأكد الجيران في رسالة وجهها الى الرئيس السيسي ان قدر مصر ان تكون لها الريادة في العالم الاسلامي، فهي قطب الرحى وهي الجذع المرجب وهي أرومة العرب والمسلمين. وقال الجيران في رسالته الى السيسي: ان عوامل النجاح أمامكم كثيرة ولله الحمد، فالرصيد الشعبي من أصوات المصريين لدعمكم في تزايد مستمر الى جانب دعم مؤسسات الدولة جميعها مع دعم عربي شامل تجلى بزيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز. واشار الى ان المشكلات الاقتصادية لا يمكن تجاوزها بحلول فنية بحتة أو نظريات ثبت عدم فعاليتها بل المطلوب حتماً حلاً سياسياً يستند إلى قوى وتحالفات استراتيجية داخلية وخارجية قابلة للتطبيق لحلحلة تلك المشكلات وصياغة برامج ميدانية تنزل للجامعات والمدارس، وتهدف الى النهوض بالدولة المصرية عبر صياغة استراتيجية لاحتضان الشباب ورفع كفاءة الأكاديميين في كافة التخصصات وتوزيع المنافع لتوفير الحد الأدنى لمتطلبات العيش الكريم. وأكد الجيران أن قوة الدين في المجتمع المصري لهو أعظم استثمار لاستقرار البلاد والدفع بها لبرامج التنمية المستدامة والوحدة والتماسك، ويكفي معاناة العالم الاسلامي اليوم بسبب اخفاق برامج جميع الأحزاب الرامية للوحدة والنهضة والتغيير والى مزيد من التشرذم والانغلاق والدوران في فلك التبعية للشرق أو الغرب، وقد تأكد اليوم بصورة واضحة أهمية بروز دور الأزهر وعلمائه لتوجيه المجتمع. وقال الجيران ان تاريخ مصر وحاضرها ومستقبلها لا يمكن ان يرضى بغير مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي وما سارت عليه مصر حرسها الله، من موقف مبدئي واضح في سياستها الخارجية لهو كفيل بابراز دور مصر للعالم الخارجي حول الأحداث السياسية المتلاحقة ويمكن تلخيصها بادانة التطرف والارهاب بكافة صوره وأشكاله واحترام سيادة الدول وحقوق الانسان والحريات واللجوء الى التحكيم في حال نشوب أي نزاع. قمة تاريخية من جانبهم رحب أبناء الجالية المصرية المقيمون في الكويت بالزيارة التاريخية الأولى للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للكويت، ولقائه بشقيقه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في قمة تاريخية تعكس عمق العلاقات القوية بين البلدين الشقيقين. وأكد عدد من المصريين أهمية الزيارة والقمة التاريخية بين الزعيمين الكبيرين، لأنها تأتي في ظروف شديدة الدقة والحساسية وسط متغيرات اقليمية وعربية ودولية حادة تحتاج الى التشاور والتنسيق المستمر لما فيه مصلحة الأمة العربية والمنطقة. واختلطت مشاعر الود والترحاب من اهل الكويت حكومة وشعبا مع المصريين المقيمين في الكويت بتلك الزيارة التاريخية التي يأمل الكثير ان تخرج بنتائج ايجابية تصب في صالح البلدين الشقيقين أولا والامة العربية ثانيا، وتطلعات الجميع الى نتائج تلك الزيارة وما ستسفر عنه المباحثات بين قيادتي الدولتين والتي ستصب حتما في توطيد وترسيخ مبادئ التعاون وتعميق الروابط المتأصلة والضاربة بجذورها في اعماق التاريخ، وانعكست مشاعر الحب المتدفق والتأييد الجارف والشعبية الكبيرة للرئيس السيسي من ابناء الجالية المصرية الذين عبروا عن سعادتهم البالغة بتلك الزيارة. زيارة مستحقة وقال رجل الأعمال ورئيس اللجنة العامة للجالية المصرية سابقا المهندس علي العلمي أوضح انها زيارة يتطلع اليها الجميع، زيارة مستحقة لموقف الكويت الدائم من مصر والبلاد العربية، مستذكرا الدعم المتواصل من الكويت للشعب المصري، وقال: يمكن الزيارة تأخرت الا اننا نعلم كم المشاغل لدى الرئيس السيسي، الا ان الملاحظ هو توحد مشاعر المصريين والكويتيين والتي توحدت فيها كل القلوب بالتطلع لتلك الزيارة، التي نتمنى ان تكون موفقة على جميع المستويات، فهو زعيم العرب الذي يلتقي خبيرا في السياسة العربية والدولية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح. وأضاف: لا شك ان زيارة الرئيس السيسى للكويت تكتسب أهمية خاصة، كونها تأتي في ظروف دقيقة يمر بها الوطن العربى من خليجه الى محيطه، كما أنها تأتي تأكيدا للعلاقات الوثيقة بين مصر والكويت، هذه العلاقة التاريخية التي لم تتأثر بحملات الخريف العربي، ولن تتأثر بجماعات الاسلام السياسى ولا محاولات المنتمين لجماعة الاخوان، فهناك من يتصدى لها من داخل الكويت ومن شعب الكويت العاشق لمصر والذي لا يستطيع ان ينسى دور مصر التي دائما ما تقف مع شقيقاتها من الدول العربية في السراء والضراء. علاقات راسخة بدوره قال محافظ البنك المركزى الاسبق والمدير التنفيذى السابق لبنك الكويت الدولى الدكتور محمود ابوالعيون أنه سيبنى على زيارة الرئيس السيسى المرتقبة للكويت مواقف داعمة للاقتصاد المصرى خلال المرحلة القادمة، حيث إن العلاقات المصرية الكويتية قديمة وراسخة وتتميز بالمحبة والاحترام والتقدير، وقد ازداد موقف شعب وحكومة وامير الكويت قبولا عند المصريين عقب ثورة 30 يونيو حيث كانت مواقفهم رجولية وبناءة لكل المصريين ومساندة لرغباتهم واختياراتهم، موضحا ان الزيارة تأتى تتويجا لهذه العلاقات وتقديم الشكر والتعبير عن محبة المصريين لدولة الكويت الشقيقة، ويمكن ان يبنى عليها مواقف داعمة للاقتصاد المصرى من خلال تشجيع اهل الكويت وتجارها وصناعها للعودة للاستثمار في مصر بكثافة وقيام الهيئة العامة للاستثمار بدولة الكويت باستثمار فوائض لها بالسوق المصرى وتشجيع الصندوق الكويتى للتنمية على الاستثمار في تمويل مشروعات البنية التحتية بكثافة اكبر في السنوات القادمة، فضلا عن تشجيع الصندوق العربى للانماء الاقتصادي والاجتماعي على تمويل مشروعات القطاع الخاص بمصر وتشجيع توفير تمويل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة. لافتا إلى ان الرؤية المستقبلية لمصر وسوقها الذي يضم 90 مليون فرد يعطينا أملا كبيرا في ان مشاركة كل هذه الجهات بكافة صور المشاركة ستكون ذات مردود مرتفع وعائد متميز للجميع. وأوضح ابو العيون ان مصر في المرحلة الراهنة ليست كمصر في العهد السابق فهى تقف شامخة بقيادتها الحكيمة وقوى شعبها وبمواردها الذاتية العظيمة، والتي لم تكتشف او تستغل بعد وتحتاج الى تضافر الجهود لاستغلالها، لافتا الى ان امن الخليج واستقراره يستمد من أمن مصر واستقرارها، كما ان بناء مصر المستقبل القائم على المشاركة هو الذي سيبني المنطقة العربية ككل ويحقق لها الامن والاستقرار.