يعد فيروس إنفلونزا الطيور من الفيروسات المستوطنة فى جمهورية مصر العربية، حيث كان أول ظهور للفيروس فى مصر عام 2006 بناء على التقارير الصادرة عن وزارة الصحة المصرية، والتي أقرت بوجود أولى الحالات المصابة بمرض إنفلونزا الطيور منذ ثمانية أعوام. فيما كشفت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، عن ارتفاع بؤر الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور منذ الأول من يناير حتى الآن إلى 178 بؤرة منها 129 في التربية الريفية و9 مزارع و40 سوقا، في 19 محافظة، و يصيب 7 حالات من بينها 3 وفيات. رصدت "بوابة الوفد" آراء عدد من الأطباء البيطريين حول سبل الوقاية منه، حيث أكدوا ضرورة تعاون وزارة الصحة معهم. طالب الدكتور سامى طه، نقيب البيطريين، وزارة الصحة بتفعيل القرار التى أصدرته فى شهر أغسطس الماضى برقم 1373 لسنه 2014 بالإشراف على مزارع الدواجن فى جميع المحافظات من قبل نقابة البيطريين، لأنه يضمن الإنذار المبكر فى حال انتشار الفيروس، و أيضاَ لاحتواء أى بؤرة وتقليل خطورة الفيروس. و أضاف طه أن النقابة تساعد فى وضع الاشتراطات الصحية الجيدة داخل المزارع لعدم ظهور أى فيروس من الأساس، و حتى لا ندمر ثروة الطيور فى مصر، والحد من خطورة نقل العدوى من الطيور إلى الإنسان. و تابع نقيب البيطريين أن وفاة ثلاثة أشخاص مصابة بأنفلونزا الطيور من أصل سبع مصابين حتى الآن، أى تعد النسبة 40%، وهو ما اعتبره أمرا مفزعا. و أوضح الدكتور تامر سمير، عضو مجلس نقابة البيطريين، أن سبب عودة ظهور فيروس أنفلونز الطيور هو عدم إشراف الأطباء البيطريين على مزارع الدواجن، و لوضع الشروط الوقائية لعدم ظهور أى فيروس بالمزارع، مؤكداً أن دور النقابة يتمثل فى التوعية بحجم الكارثة أن وفاة ثلاثة أشخاص من أصل سبعه مصابين يعد كارثة إنسانية. وطالب سمير وزارة الصحة بسرعة تفعيل القرار للإشراف البيطرى على المزارع، على أن تقوم الدولة بإنشاء مجازر للطيور فى كل محافظة بنسبة كافية، وعدم السماح بنقل الطيور حية إلا بتصريح "السلامة الصحية". وأشار عضو مجلس النقابة إلى ضرورة أن تقوم وزارة الصحة بتفعيل التعاون مع النقابة، وعمل خريطة وقائية من الأمراض، موضحًا أنه من الضرورى ضم أطباء التكليف من حديثى التخرج إلى العمل الإشرافى وتنظيم لجان للإشراف على المنزل لفحص الطيور التى يقوم أصحابها بتربيتها داخل المنزل. وقالت الدكتورة سهير عبد القادر، رئيس الإدارة المركزية بالطب الوقائي بوزارة الزراعة، أن هذا العام عاد فيروس إنفلونزا الطيور ووصل إلى 192 بؤرة مصابة بالفيروس ب 21 محافظة منذ شهر يناير الماضي، قائلة إن المرض موجود في مصر منذ عام 2006 ومعدلات الإصابة العام الجاري أكبر من العام الماضي. وناشدت عبد القادر المواطنين بالالتزام بمعايير تربية الدواجن السليمة لمنع إصابتها بإنفلوانزا الطيور أو الأمراض المعدية من خلال زيارة الأطباء البيطريين، قائلة: "لدينا 6.5 مليون أسرة في مصر تقوم بتربية الدواجن ولكن نسبة كبيرة منها لا تقوم بتربيتها بالطريقة الصحيحة للحفاظ على سلامة أفرادها". و أكد دكتور أحمد أبو شنب، عضو مجلس نقابة البيطريين، أن فيروس إنفلونزا الطيور من الفيروسات المتوطنة والموسمية، ولكن أداء النقابة لا يصل للتدخل من أجل السيطرة على الفيروس، إلا أنها تدخلت بعد استمرار الأزمة. و أوضح أبو شنب أن أفضل طرق علاج فيروس إنفلونزا الطيور والقضاء عليه هو إعدام الدواجن، مع التركيز على نشر حملات لتوعية بالفيروس وكيفية الوقاية منه حتى لا ينتقل لإنسان. وطالب أبو شنب وزارة الصحة بتفعيل قرارها الذى يسمح للأطباء بالإشراف على مزارع الدواجن، مشيرًا إلى أهمية هذا القرار.