يبدو أن حكم المحكمة الذي صدر صباح اليوم السبت ببراءة الرئيس الأسبق المخلوع "حسني مبارك" ووزير داخليته "حبيب العادلي" و6 من مساعديه لم يُثِرْ غضب الشارع المصري فحسب، لكنه لقيَ انتقادا كبيرا على مستوى العالم، الذي يعد بمثابة شهادة وفاة لثورة 25 يناير 2011. فأكدت صحيفة (جارديان) البريطانية من خلال تقريرها أن الحكم أصاب الثوار بالإحباط وعدوه ذروة الثورة المضادة"، ونقلت الصحيفة عن "أحمد عبد الله" قائد حركة شباب 6 أبريل التي ساعدت في قيادة مظاهرات يناير: "الحكم محبط جدا .. فقد شاهدنا دماء شهداء ثورة يناير 2011م وثوارها، بل إننا حملنا بعضهم وغرقنا بدمائهم، وهذا الحكم مخزٍ للنظام القضائي ولمصر". وتحت عنوان "الثورة المصرية ماتت"، رأت شبكة (سي إن إن) الأمريكية، أن هذا الحكم كتب شهادة وفاة ثورة يناير 2011م، وتكون الدائرة العسكرية وإحكام سيطرتها في مصر قد وصلت لحد الكمال. وتناولت صحيفة (تليجراف) البريطانية الحكم من زاوية أخرى، حيث وجهت مقالها نحو القاضي "محمد الرشيدي" الذي أصدر الحكم ببراءة "مبارك" ومعاونيه، ووصفته بالازدواجية، ففي الوقت الذي نطق فيه ببراءة مبارك، الرئيس الذي خرجت ضده الجموع مطالبين بتوفير حياة كريمة لهم، إلا أنه يعترف بل ويمتدح ثورة يناير. فيما وصفت وكالة (أسوشيتد برس) الأمريكية الحكم بأنه "انتكاسة" لشباب ثورة 25 يناير، الذين يقبع معظمهم الآن السجون واعتزلوا العمل السياسي، وتعزيز لفكرة الثورة المضادة التي تسعى لعودة نظام مبارك". وفي الختام، اعتبرت شبكة "بلومبرج" الأمريكية هذا الحكم بمثابة أداة حذف لما تسمى ثورة "يناير" ونقلت عن " إتش إيه هيلر"، زميل بمعهد بروكينجز ومقره واشنطن: "منذ عام 2011م، وصفت الرواية الرسمية للدولة انتفاضة 25 يناير بأنها "ثورة" أطاحت بمبارك ونظامه، لكن حكم المحكمة بتبرئته يجعل من الصعب تصديق هذه الرواية".