رغم العمل الدؤوب الذي تقوم به الحكومة في توفير هذا المناخ إلا أن أصحاب النفوس الضعيفة ما زالوا يحاولون العبث في البلد ونشر الفساد داخل أراضيها. التقت "بواية الوفد" عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، للتعرف على سبب انتشار الفساد وسبل التخلص منه، فإلى نص الحوار.. * من وجهة نظرك.. ما الفساد ؟ - اختلال السوق فساد مسئول عنه أجهزة الرقابة على الأسواق، وهو أحد مظاهر الفساد، لأن الفساد ليس في الرشوة وغسيل الأموال فقط، ولكن هناك فسادا أكثر إضرارا لأنه يصل إلى المواطن العادي، وهو ما يتمثل في خراب الذمة من بعض الموظفين، والتي تنتهي قرارتهم المتعمدة إلى المساس بمحدودي الدخل . فلو أن موظفا أعطي الحق لغير مسحقه، سترتفع بذلك الأسعار، وسيتضرر محدودي الدخل، وإذا غض البصر مسئول عن جهة رقابية معينة، ولا يوجد مراقب عليه، سوف يسبب فسادا أكبر. * ما دور المستهلك في مواجهة الفساد؟ - يجب علي المواطن والمجتمع كله مواجهة الفساد مع الأجهزة الرقابية، مع أهمية زرع القيم والأخلاق في النشء الجديد وتعريف الفرد بكل أشكال الفساد حتى لا يقع فريسة لأصحاب النفوس الضعيفة. كما يجب على المستهلك التخلي عن اللامبالاة التي تعود بالسلب على أسرته وإبلاغ الجهاز عند رصد حالة فساد حيث أن شعار جهاز حماية المستهلك هو "لك حق وعليك واجب" فواجب المستهلك أن يقوم بالتواصل مع الجهاز في حالة وجود أي مخالفة أو أي حالة فساد والإبلاغ عنها. وكيف يتم مواجهة الفساد ؟ بداية الفساد هي "الفهلوة" لذلك يجب على الجميع احترام القواعد والقوانين، فبناء مصر لن يكون إلا بالعمل الدؤوب، بحيث يأخذ المستهلك ما يحتاجه من سلع غذائية فقط حتى لا يعطي الفرص للتجار لرفع أسعار السلع. وعلى المستهلك أن يسعي إلى الاشتراك في جمعيات الحماية، ويوجد الآن 44جمعية من أجل فرد الرقابة المجتمعية علي جميع التجار. * وما دور التربية والتعليم في توعية النشء بأهمية جهاز حماية المستهلك ؟ - كبير جدا في هذا الأمر، وأنا سعيد لاستجابة الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، للطلب الذي قدم من الجهاز لإدراج مفاهيم حماية المستهلك ضمن المناهج الدراسية ومرحلة التعليم الأساسي والمناهج الدراسية للعام الدراسي القادم 2014/2015. على أن يشمل تعريف المستهلك على المهارات الحياتية والمشاركة المجتمعية والوعي القانوني ومعرفة الحقوق والواجبات، فمفاهيم حماية المستهلك تكفل للمواطن الحق في معرفة البيانات الصحية عن المنتجات التي يقبل على شرائها، وتؤكد على حق المستهلك في صحة وسلامة المنتجات وعلى احترام كرامته الشخصية والقيم الدينية والعادات والتقاليد، وكذا تتيح للمستهلك المشاركة في جمعيات حماية المستهلك وتكفل حقه في التقاضي والحصول على تعويض عادل في حالة تعرضه لأي ضرر. *ما أبرز الملفات المطروحة على مكتب سيادتكم؟ - ملف المستشفيات الحكومية، حيث اتصل بي المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، وأبلغني أن أحد المستشفيات الحكومية تستخدم منظفات ومطهرات غير مطابقة للمواصفات وبالفعل تم التوجه إلى المستشفي وأخذ عينات من المنظفات والمطهرات وبعد التحليل كُشف أنها لاتصلح للاستخدام في المستشفيات. كما يوجد ملف "السلع مجهولة المصدر"وقد قمت بمقابلة القنصل الصيني لوضع آليات وتفعيل برنامج "السي أي كيو" وهو يكشف مطابقة المنتجات للمواصفات المصرية حتى لا يتم رفضها أو يقوم أصحاب النفوس الضعيفة بتهريبها. ونحن نعمل علي جميع الاتجاهات والملفات في جميع المحافظات ويوجد خطة للجهاز وهي تغطية جميع المحافظات بمقرات الجهاز من أجل تطبيق "الوقاية خير من العلاج" ولا يوجد أحد فوق القانون .