بدأت مظاهرات هونج كونج تفقد حرارتها وحماسها الذى استمر لتسعة أيام, على الرغم من بقاء مئات المتظاهرين فى الشوارع؛ لذلك يقدم أحد أصوات ثورة 25 يناير ملحوظاته عن التشابهات التى رأى أنها تكررت فى مشهد مظاهرات هونج كونج و مظاهرات الثمانية عشر يوما فى ميدان التحرير. وقال الشاب الثورى محمود سالم فى مقال نشرته مجلة " فورين بوليسى" الأمريكية, أن مظاهرات هونج كونج تشابهت إلى حد كبير مع ميدان التحرير فى روح الشباب الثائر الذى استخدم مواقع التواصل الاجتماعى ليسمعوا العالم صوتهم ضد قمع النظام و لكن على الرغم من اختلاف أهدافهم ودوافعهم إلا أنه يجمعهم عنصر واحد و هو روح الشباب الذى يطمح فى مستقبل أفضل رغم أى تحديات. وأضاف "سالم" أن الفشل هو أفضل معلم و لذلك يقدم عصارة الدروس المستفادة من ثورة 25 يناير "التى أجهضت", ربما تفيد أقرانه من الثوار فى هونج كونج. 1 - لا تعتمد على دعم المجتمع الدولى. رغم أن تلقى الدعم من المجتمع الدولى يعتبر شيئا لطيفا و محببا إلا أنه نوع من التفكير الحالم لأن المجتمع الدولى فى بعض الأحيان يعول على تفاهات و لا يهتم كثيرا بالاعتبارات الواقعية. ففى حالة مثل الصين مستحيل أن تخسر أمريكا حليفتها الاقتصادية الكبرى و أيضا لأن ليس هناك ما يدعو لأن تنتقد أمريكا دولة الصين من أجله و لسبب وجيه آخر هو أنه لا يمكن لأحد أن يخسر حليفه الإستراتيجى من أجل حفنة من المتظاهرين. 2 - انتباه العالم للحدث يزول سريعا يوضح "سالم" أن مدة جذب انتباه العالم لأى حدث سرعان ما تزول مع انقضاء الوقت. لقد كان مشهد الثورة فى مصر مشوقا للعالم و لكن مع بداية أحداث العنف و حرق الكنائس و الشغب الكروى و العقوبات الجماعية, زال هذا التشويق. لذا أنصحكم (سالم) باستغلال هذا التوقيت لإيصال رسالتكم للعالم. 3 - لا تسمح للحكومة بالتلاعب. الحكومات تظل فى السلطة ما دامت قادرة على التلاعب و قد أثبتت هذه النظرية نفسها فى الحكومات من النرويج و حتى كوريا الشمالية, خاصة إذا اقترنت باعتصامات دون قيادة سليمة توجهها. تنتهز الحكومات هذه الفرصة لتعريف المتظاهر و التأثير على هويته بسهولة إن لم يتمسك بها لدرجة أنهم من الممكن أن يحولوا أكثر المتظاهرين تطرفا ضد قضيتك. و أوضح "سالم" أن من ضمن حيل الحكومات أثناء المظاهرات, دعوة المتظاهرين للحوار ، ثم تقوم بإعداد مجموعة من البلطجية لترويعهم, فيبدو الموقف و كأن الحكومة تطلب الحوار و الثوار هم الذين يرفضونه و أعتقد (سالم) أن هذا ما حدث يوم 3 أكتوبر فى هونج كونج. 4 - تعرف على من يساندك فى المنطقة المجاورة تحريك المظاهرات من خلال وسائل الإعلام و مواقع التواصل أمر عظيم و لكن تحريكها من دونها هو الأمر الأعظم لأن من مشاكل ثورة 25 يناير أن قادة المظاهرات لم يهتموا بالتعرف على الأفراد الموجودين فى المناطق المحيطة بالمظاهرات و جمعهم لدعم الحدث. التعرف على المؤيدين من المناطق السكنية المجاورة يمكن من تحركات أكثر تأثيرا و إزالة شكوك المتخوفين من الأمر و الذين لا يستطيعون تحديد أى جانب يجب دعمه و اعتبر "سالم" أن خطأ مظاهرات 25 يناير كانت بسبب "التحرك فى الشارع" و ليس "تحريك الشارع" على حد قوله. 5 - لا تسمح لقوى داخلية أو خارجية بفصلك عن الشعب. أثناء كفاحك من أجل حقوق شعب هونج كونج ربما ستجد البعض يكل و يمل. فى ذلك الوقت ستشعر بتمييز الحكومة وتكييل الاتهامات أمثال "العميل الممول من الخارج" و المتطرف" و تكون بذلك نجحت فى فصلك عن الشعب لأن أسهل طريقة للتفكك هى الإحساس بكره من لم يؤيدوك فى المظاهرات. 6 - لا تتوقع من خصمك التفكير السليم إن تهديد الحكومة الصينية لشعب هونج كونج بأن فض المظاهرات سيكبدهم الكثير من الخسائر لهو أمر لا جدوى منه. لأن بكين لن تتنازل عن السلطة مهما حدث حتى و إن وصل الأمر لإنفاق مليارات الدولارات أو حتى قتلكم فى الشوارع. 7 - لا مكان للأمل العزيمة هى التى تفوز فى الحروب و ليس الأمل. سواء أحببتم الأمر أو لا, لا تتخلوا عن عزيمتكم لأنها هى الوحيدة التى ستبقيكم مستمرين على الدرب. 8 - تطلع للقمة و لكن حدد أهدافك. من طبيعة المتظاهر رفع سقف الرهان على المكتسبات إلى ما لا حدود له و لكن تذكر أن تعلم أين حدودك حتى لا تخسر كل شىء.