تشهد العاصمة اليمنية صنعاء على مدار 10 أعوام حالة من الاقتتال والعنف بين الحركة الشيعية "الحوثيين" والحكومة اليمنية, ويزداد هذا الإرهاب الأسود بالفترة الحالية مع عدم وجود أي بوادر لتهدئة هذه الحرب المشتعلة بين الحوثيين وبين الحكومة اليمنية, مما أثار الزعر والخوف لدى اليمنيين. ووفقاً لما سرده التاريخ فى صفحاتة على مدار 10 أعوام من اشتعال نيران الحرب بين الحكومة والحوثيين وما تروج له وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية لانتصارات وهمية للعناصر الحوثية, تنذر هذه الأجواء بحرب اهلية فى صنعاء. أهداف الحوثيين غير المعلنة تنحصر في تفكيك وحدة اليمن, فكلما تطلق الحكومة اليمنية مبادرات لحل شامل للقضية ووقف الحرب، سرعان ما تفشل, وبالأمس، فشلت مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر، في التوصل إلى صيغة اتفاق مع الحوثيين لوقف إطلاق النار في صنعاء . تتضمن أهداف الحوثيين القضاء على العملية التعليمية باليمن ومحاولتهم نشر افكارهم المتطرفة عن طريق تدريسها فى الكليات الشرعية, حيث أعلن الحوثيون في يناير 2010 ان قيامهم بأعمال إرهابية ضد الحكومة لضمان حق أبناء المذهب الزيدي في تعلم المذهب في الكليات الشرعية، ومما يؤكد ذلك حدوث اشتباكات اليوم السبت بين قوات الجيش والحوثيين فى شمال غرب صنعاء بجوار جامعة "الإيمان" التى يديرها عبدالمجيد الزندانى رجل الدين والقيادى بحزب التجمع اليمنى للإصلاح, وإعلان الحكومة عن وقف العملية التعليمية. يهدف الحوثيون أيضا لإقالة الحكومة اليمنية, والقضاء على الاصلاحات الاقتصادية التى تهدف لها الحكومة اليمنية لزيادة الاستثمارات, ومحاولة إعادة الدعم الذي خفضته الدولة في يوليو ضمن ما وصف من جانب الدولة بأنها إصلاحات اقتصادية، والدليل على ذلك الصراعات القبلية فى اليمن أهدافها الظاهرية مذهبية ولكن الهدف الرئيسى منها تفكيك وحدة البلد, وشل يد السلطة واضعافها, ومحاولات"الحوثيين "اليائسة لإظهار عجز الحكومة على مواجهة هذه القبائل. تعد الحرب بين الحوثيين ورجال القبائل في شمالي اليمن امتداداً لحروب سابقة بين الطرفين دارت خلال السنوات الماضية, وتجددت الحرب إثر وقوف بعض القبائل ضد الحوثيين في حربهم مع السلفيين في منطقة دماج بصعدة، التي اشتدت وتيرتها في أكتوبرالماضي بدعم من حسين الأحمر نجل الشيخ عبدالله الأحمر - رئيس مجلس النواب الأسبق وزعيم قبيلة حاشد- بحجة أن الحوثيين يقتلون حفظة القرآن ويريدون إنهاء أي وجود للسنة، وانتهت حرب الحوثيين مع السلفيين بتوقيع طرفي الصراع اتفاقاً لوقف إطلاق النار في يناير الماضي يقضي بانسحاب السلفيين. وعقب انتهاء حربهم مع السلفيين، تفرغ الحوثيون لمواجهة القبائل التي ساندت السلفيين ضدهم. ونتيجة للاقتتال الدائر بلغت الخسائر من الطرفين مقتل 63 حوثيا وإصابة 110، ومقتل 15 من رجال القبائل، وجرح 53 في مواجهات عنيفة بين الطرفين استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة في منطقة حوث بمحافظة عمران شمالي اليمن. وسيطر الحوثيون فى فبراير على مدينتي حوث والخمري بمحافظة عمران أحد أهم معاقل قبائل حاشد, بعد اشتباكات اسفرت عن مقتل واصابة العشرات، وعلى جبل السودة. قال مسئولون يمنيون لوسائل الإعلام العالمية هذا الاسبوع إن هناك مسلحين من الحوثيين قصفوا مبنى التلفزيون الحكومي في صنعاء, ونتج على ذلك فرار المئات من السكان خوفاً من تصعيد العنف. على الرغم من ظهور حركة الحوثيين فعلياً عام 2004 إثر اندلاع أولى مواجهتها مع الحكومة اليمنية، لكن جذورها ترجع إلى ثمانينات القرن الماضي، وتم إنشاء "اتحاد الشباب" في عام 1986 لتدريس شباب الطائفة الزيدية على يد صلاح أحمد فليتة, وكان من ضمن مدرسيه مجد الدين المؤيدي وبدر الدين الحوثي، وتم تأسيس منتدى "الشباب المؤمن" عام 1992 على يد محمد بدر الدين الحوثي وبعض رفاقه كمنتدى للأنشطة الثقافية، ثم حدثت به انشقاقات، وفي عام 1997 تحول المنتدى على يد حسين بدر الدين الحوثي من الطابع الثقافي إلى حركة سياسية تحمل اسم "تنظيم الشباب المؤمن", واتخذ المنتدى عام 2002 شعار "الله أكبر، الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام" الذي يردده عقب كل صلاة. تصنف بعض المصادر الحركة بأنها شيعية اثني عشرية، وهو ما ينفيه الحوثيون الذين يؤكدون أنهم لم ينقلبوا على المذهب الزيدي، على رغم إقرارهم بالالتقاء مع الاثني عشرية في بعض المسائل كالاحتفال بعيد الغدير وذكرى عاشوراء.