أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مرض إيبولا الذي ينتشر بسرعة في غرب أفريقيا هو الأكبر والأخطر منذ أربعة عقود يستعدي إعلان حالة الطوارئ في مجال الصحة العامة على مستوى العالم وهو مرض يصيب الإنسان وغالباً ما يكون قاتلاً ويصل معدل الوفيات التي يسببها إلى 90%. يقول الدكتور أشرف محمود عقبة، أستاذ الباطنة وامراض الحساسية بجامعة عين شمس رئيس الجمعية العربية لأمراض صعوبة التنفس: فيروس إيبولا هو فيروس يتسبب في حمى يصاحبها نزيف، وتبدأ أعراضه بعد ظهور الإصابة بالفيروس التي تتراوح بين يومين إلى 3 أسابيع، وتبدأ الأعراض بحمى وآلام في العضلات واحتقان في الحلق وصداع وغثيان وقىء ويبدأ ظهور الإسهال، ولكن في 50% من الحالات يمكن أن يظهر طفح جلدي دموي أو قىء دموي أو كحة مدممة أو نزيف داخلي نتيجة الإصابة بالفيروس، وعادة ما يكون النزيف من الجهاز الهضمي ويصاحب هذه الأعراض قصور في وظائف الكبد والكلى، وأول ما ظهر الفيروس في السودان في سبعينيات القرن الماضي، وهو يصيب بعض الحيوانات مثل القردة والخفافيش وحتى هذه اللحظة غير معلومة الطريقة التي تنتقل بها العدوى بشكل يقيني، لكن تم الاتفاق على أن العدوي يمكن أن تأتي من الحيوانات المصابة، وإذا انتقل إلى الإنسان فيمكن أن يعدي الأشخاص الآخرين، وذلك عن طريق الإفرازات واللعاب والبصاق، وتنتقل أيضاً العدوى من المتوفي للأحياء الذين يقومون بتجهيزه، ولذلك فإن العدوى تنتشر بين الأطباء والمسعفين والممرضين الذين يتعاملون مع المرضى دون أخذ الاحتياطات الكافية في التعامل مع هذه الحالات، ولذلك ننصح دائماً الأطباء القائمين على رعاية هؤلاء المرضى باتخاذ الاحتياطات اللازمة عند التعامل معهم، ويستطيع الشخص المصاب الذي ينجو من هذا المرض أن ينقل العدوى عن طريق الاتصال الجنسي، وتتشابه أعراض المرض في بدايته مع الملاريا والحميات التي تأتي من المناطق الحارة. ويضيف الدكتور أشرف عقبة يمكن تشخيص المرض عن طريق فحص إفرازات المريض واللعاب والبصاق وكذلك الدم لفحصه عن وجود الفيروس أو الأجسام المضادة عن طريق فحصة بأشعة «بي سي آر» لاكتشاف الفيروس، ولسوء الحظ أن الوفيات الناتجة عن الإصابة بالمرض تتراوح بين 50% و90%.. ومن المعروف أن الحالات التي تعاني لمدة طويلة من المرض يصاحبها أيضاً التهابات في الخصيتين والمفاصل وسقوط الشعر وتقشف الجلد وآلام شديدة بالعضلات، كما تظهر علامات أيضاً في العين مثل حساسية الضوء وكثرة الدموع والتهاب القزحية والعمى في بعض الأحيان، وهناك بعض الحيوانات يمكن إصابتها بالفيروس مثل الكلاب والخنازير، وتتميز العدوى في الكلاب بأن ليس لها أعراض، أما في الخنازير فتظهر الأعراض على الحيوانات.. وظهر فيروس إيبولا سنة 1976 في زائير والسودان، ثم ظهر في أمريكا عام 1990، وفي عام 2012 كان هناك حوالي 13 حالة وفاة ظهرت في أوغندا نتيجة الإصابة بالفيروس، وفي عام 2007 ظهرت 103 حالات في الكونغو. ويرى الدكتور أشرف عقبة، أن الوقاية من الإيبولا في المقام الأول هي اتخاذ الاحتياطات اللازمة عن الأشخاص المحتمل إصابتهم بالفيروس واستخدام المطهرات اللازمة وكذلك غسل الأيدي جيداً، خاصة الأشخاص الذين يسافرون إلى المناطق التي بها حالات أو انتشار للمرض، خاصة الطيارين والمضيفات، ويجب التعامل معهم بحذر وعزل الحالات المشتبه فيها في أماكن العزل المخصصة لذلك، ولا يوجد حتى الآن مصل للوقاية من فيروس إيبولا، ويجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لدعم حالة المريض ومنع تدهور الحالة عن طريق إعطاء المحاليل والأدوية التي تمنع الجفاف الذي يصاحب المرض، ويجب إعطاء الأكسجين والمسكنات حسب الحاجة وإعطاء الأدوية لدعم حالة الكبد والكلى.