بعد ثلاثين عاماً من انتهاء القبضة الحديدية لحاكم إندونيسيا "سوهارتو"، وبعد انتهاء ولاية "سوسيلو بامبنغ يودوهونو" مرتين، تشهد إندونيسيا مرحلة انتقالية جديدة بعد فوز حزب حاكم جاكرتا "جوكو ويدودو" برئاسة إندونيسيا. وأكد "جوكو ويدودو" أنه سيحارب الفساد ويعمل على تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وفقا لبرنامجه نص على مكافحة ظاهرة الفساد المزمن، ومساعدة الأشخاص الأكثر حرماناً في بلد يعيش نصف سكانه بأقل من دولارين في اليوم. يذكر أن "جوكو ويدودو" أول مرشح للرئاسة غير مرتبط بالنظام السابق المتسلط، وعرف جوكوي (53 عاما) أنه من أسرة متوسطة الحال. ويعتبر "جوكو ويدودو" دخيلا على الحياة السياسية ومشهور باسم التدليل "جوكوى" وكان فى السابق عمدة سوراكارتا، ورشح من قبل الحزب الديمقراطى الإندونيسى، وانتخب "جوكو ويدودو" حاكماً لجاكرتا فى 20 سبتمبر 2012 بعد انتصاره على منافسيه فوزي بوو. وترحيب الشعب بتولية "جوكوى" للرئاسة ليس بجديد، حيث ازدادت شعبيته منذ انتخابه لمنصبه الرفيع كحاكم لجاكرتا في 2012. بعد ثلاثين عاماً من الانتظار جاءت انتخابات رئاسية نزيهة لمكافحة الفساد وتحقيق الديمقراطية للبلاد، حيث ظل أعداد الناخبين بالقرب من مراكز الاقتراع يهتفون باسم "جوكو ويدودو". ويخلف "جوكو ويدودو" فى هذه الانتخابات الرئيس سوسيلو بامبنغ يودوهونو الذي يمنعه الدستور من ترشيح نفسه بعد ولايتين رئاسيتين امتدت كل منها خمس سنوات. وكان ينافس الجنزال "برابويو سوبيانتو" فى الانتخابات الرئاسية وقد حصل على نسبة 47 % مقابل 53 % لحزب حاكم جاكرتا "جوكو ويدودو" ذلك فى انتخابات دعي لها حوالي 190 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم في إندونيسيا. ويعتبر المنافس "لجوكوى" الجنرال السابق برابويو سوبيانتو، من عائلة ميسورة وشخصاً مثيرا للجدل من عهد الدكتاتور سوهارتو. ومن المؤكد أن "جوكوى" أمامه العديد من التحديات والضغوط، ليس فقط محاربة الفساد وتحقيق الديمقراطية ولكن أيضاً عليه أن يقدم الأدلة التى تثبت عدم صدق مزاعم "سوبيانتو" الذى يطعن فى الانتخابات الرئاسية. ويعتزم المرشح "سوبيانتو" الذى هزم في الانتخابات الرئاسية في إندونيسيا التوجه إلى المحكمة الدستورية لنقض النتائج التي تشوبها على حد قوله عمليات تزوير. وهذا الإعلان جاء بمثابة مفاجأة بعدما أعلن "سوبيانتو" انسحابه من العملية قبل صدور الإعلان الرسمي عن النتائج.