اعتقلت الشرطة الصينية اليوم الأربعاء خمسة موظفين في شركة "هوسي فوود" المملوكة لشركة "أو إس آي جروب" الأمريكية والمتهمة ببيع لحوم بقر ودجاج منتهية الصلاحية ل"ماكدونالدز"، و"كي إف سي" ومطاعم الأخرى، بعدما قال مسئول إن نشاط الشركة غير المشروع يقوم به المورّد. وأعلنت وكالة سلامة الغذاء في الصين على موقعها على الإنترنت أن محققيها كشفوا نشاطاً غير قانوني تقوم به شركة "هوسي"، من دون تأكيد العثور على لحوم منتهية الصلاحية. وقال نائب مدير مكتب الوكالة في شنغهاي غو تشنغ هوا لوكالة أنباء "شينخوا" الرسمية: "وجدنا أن السلوك غير القانوني لم يصدر عن بعض الأفراد بل هو تنظيم تعتمده الشركة". وأعلن قسم شرطة شنغهاي على مدونته الإلكترونية أن من بين المحتجزين مدير الجودة في شركة "هوسي"، من دون أن يدلي بتفاصيل أخرى. وقالت "هوسي" في بيان في وقت سابق إن "تقرير السلطات أرعبها"، متعهّدة التعاون مع التحقيق وإعلان نتائج التحقيقات أمام الجمهور، فيما نقلت "شينخوا"عن مدير "هوسي" يانغ لى تشون قوله إن "الشركة لديها نظام صارم لمراقبة الجودة". واستجوبت الشرطة الصينية أمس الثلاثاء في شنغهاي العاملين في مصنع "هوسي"، بينما اتهمت صحيفة رسمية "الشركات الأجنبية المعروفة" بأنها لم تكتشف المشكلة في وقت مبكر. وكان "دراغون تي في" ذكر الأحد أن "هوسي" تعيد لحوم البقر والدجاج الفاسدة وتضع تواريخ صلاحية جديدة عليها، مضيفاً أنها كانت تباع لمطاعم "ماكدونالد" و"كنتاكي" و"بيتزا هات". وأوضح التليفزيون أن موظفي الشركة الأمريكية كانوا يخلطون لحوماً فاسدة بلحوم طازجة، وتعمدوا تضليل مراقبي النوعية الذين أرسلتهم سلسلة مطاعم "ماكدونالدز". وأعلنت شركتا "ماكدونالدز" و"كي إف سي" أنهما توقفتا عن شراء اللحوم من شركة "هوسي"، في وقت ذكرت وكالة الأنباء الرسمية "شينخوا" أن السلطات أمرت بتعليق عمل الشركة وفتح تحقيق في الأمر. وقالت شركة "ماكدونالدز" وشركة "يام براندز" التي تملك "كي إف سي" و"بيتزا هات" و"تاكو بيل"، في بيانين منفصلين أنهما يجريان تحقيقاتهما الخاصة. وأكدت "ماكدونالدز" على مدونتها الالكترونية أن سلامة الغذاء تمثل أولوية قصوى بالنسبة إليها، موضحة أنها تنتهج "الالتزام الصارم بقوانين سلامة المستهلك ولا تتسامح مطلقاً مع أي سلوك غير قانوني". وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ماكدونالدز" دون طومسون خلال مؤتمر صحفي، إن الشركة أحست بأنها "خدعت" من قبل المصانع التي تتعامل معها. أما الشركة الثالثة، وهي سلسلة مطاعم الوجبات السريعة "ديكوس" التي بلغ عدد متاجرها نحو ألفين في 2013، فأعلنت في بيان أنها توقفت عن استخدام فطائر السجق التي تزودها بها شركة "هوسي". وتعدّ "كي إف سي" أكبر سلسة مطاعم في الصين مع أكثر من 4 آلاف متجر، وخططت لافتتاح أكثر من 700 هذا العام. وتضررت الشركة بشدة بعد ذكر التليفزيون الحكومي في ديسمبر الماضي أن بعض موردي الدواجن انتهكوا قواعد استخدام الأدوية في الدجاج. وقالت شركة "يام" إن مبيعات "كي إف سي" انخفضت في الصين بنسبة 37 في المئة في الشهر التالي. وباشرت "كي إف سي" جهودا لتشديد الرقابة على جودة المنتجات، واستبعدت أكثر من ألف منتج دواجن من شبكة التوريد التابعة لها. وتمتلك متاجر الوجبات السريعة الأجنبية ثقة لدى المستهلكين في الصين بنحو أكبر من منافسيها المحليين، على رغم التحسينات التي تجريها هذه الأخيرة على نوعية منتجاتها، ما يجعل أي انتقادات توجّه إليها محط أنظار الجميع، في حين أن وضعها كشركات أجنبية لا تملك تأثيراً سياسياً يمنح وسائل الإعلام الصينية حرية أكبر في انتقادها.