صرح الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، فى الراديو الإسرائيلى، بأن إسرائيل لا تستهدف قصف المدنيين فى غزة أو الأطفال الأبرياء، مضيفا أن الحل العسكرى جاء لعدم وجود حلول أخرى أمام إسرائيل سوى الحل العسكرى فقط. لكن الواقع الذى رآه الملايين فى شتى أنحاء العالم، أن الغالبية العظمى من القتلى مدنيون، والكثير من بينهم أطفال ونساء أبرياء، فهل يطالب بيريز بتصريحاته العالم أجمع أن يقلع عن إدانته لمجرد سماع تلك الكلمات الركيكة، ليكذب عينه التى سالت دموعها على الضحية البريئة؟! انتهك الجيش الإسرائيلى جميع حقوق الإنسان فى غزة، من قتل وتدمير وتخريب وتشريد، و إراقة دماء الأبرياء، و استطلعت بوابة الوفد آراء عدد من الحقوقين، للتعليق على هذه التصريحات التى لا تنم سوى عن الاستهتار بالأرواح... فى البداية قال حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن تصريحات شيمون بيريز مخالفة للواقع، ووفقا لإحصائيات من داخل غزة، فإن 80% من القتلى مدنيين، ومن بينهم الكثير من الأطفال والنساء. وأكد أبو سعدة، فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، اليوم الأحد، أنه من الواضح للعالم أن إسرائيل تستهدف مدنيين، والهجمات العشوائية على غزة رفعت من أعداد الضحايا بشكل كبير، لافتا إلى أن قطاع غزة منطقة ممتلئة بالسكان. كما أشار أبو سعدة، إلى ضرورة وقف قصف غزة فى أسرع وقت، مؤكدا مخالفة الاعتداء للقانون الدولى و الإنسانى، مبينا أن الهدف الأساسى من هذا القصف هو محاولة الخروج من المأزق السياسى، خاصة بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وفى سياق متصل، أكد الدكتور عبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، أن إسرائيل قائمة على اغتصاب أراضى الشعب الفلسطينى، و تصور نفسها كضحية للعالم. وأضاف شكر فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، اليوم الأحد، أن تصريحات الرئيس الإسرائيلى اليوم تعتبر "خط الدعاية الإسرائيلى المعتاد"، بينما الحقيقة، هى شن الغارات على المدنيين، مهما زعموا أنهم يطلقون مراكز القواعد العسكرية و مراكز الصواريخ. وفى السياق ذاته، أوضح حازم منير، عضو مجلس حقوق الإنسان الأسبق، أن تصريحات شيمون بيريز صباح اليوم، تعد تبريرات سياسية، لأن إسرائيل تطبق سياسة "العقاب الجماعى" بالمخالفة للقانون الدولى و الإنسانى، معاقبة شعب لم يرتكب أى جريمة. كما بين منير، فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، اليوم الأحد، أن الأسلحة التى تستخدمها إسرائيل فى قصف غزة، تتعدى المسموح باستخدامه فى الحروب، مثيرة بذلك العداء ضدها مرة أخرى، مؤكدا ضرورة التعامل فى حدود الواقع، الذى يقوم على قتل أبرياء عزل من السلاح. وأبرز عضو مجلس حقوق الإنسان الأسبق، رؤيته بأن كلا من حماس وإسرائيل يشعلون النيران فى المنطقة من جديد، والشعب الفلسطينى هو الضحية، مؤكدا ما لا يبرر اشتعالها مرة أخرى بعد هدوئها لمدة عامين. فيما لفت أحمد الصاوى، عضو مجلس حقوق الإنسان، إلى أن تصريحات بيريز اليوم، تعتبر تبريرات كاذبة لعمليات همجية، تستهدف ترويع الآمنين من مواطنى قطاع غزة. وأضاف الصاوى، فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، اليوم الأحد، أنه لابد من وجود دعم شعبى للقضية الفلسطينية و ما يحدث فى غزة من أحداث قصف عشوائى، كما يجب أيضا التنسيق بين المنظمات الدولية و جميع منظمات حقوق الإنسان على مستوى العالم، لوقف هذا الاعتداء على غزة.